يأتي كتاب "الفيزيائيون والخالق" لمؤلفه عماد علي الهلالي في سياق الرد على تصريح العالم الفيزيائي البريطاني المعروف ستيفن هوكنج "بـأن الكون تكون من تلقاء نفسه ولا حاجة لفرض خالق قبل الإنفجار الأعظم، وكان ذلك في لقاء مع صحيفة التايمز البريطانية وقال هوكنج فيه: (بسبب قانون...
يأتي كتاب "الفيزيائيون والخالق" لمؤلفه عماد علي الهلالي في سياق الرد على تصريح العالم الفيزيائي البريطاني المعروف ستيفن هوكنج "بـأن الكون تكون من تلقاء نفسه ولا حاجة لفرض خالق قبل الإنفجار الأعظم، وكان ذلك في لقاء مع صحيفة التايمز البريطانية وقال هوكنج فيه: (بسبب قانون الجاذبية يمكن للكون أن يخلق ذاته من العدم)، حيث استند هوكنج في آرائه إلى اكتشاف في كوكب يدور حول نجم غير الشمس لللإستنتاج بأن الإفتراض القائم على أن العلاقة بين الأرض والشمس مصممة لإرضاء الإنسان وتأمين متطلباته لم يعد قائماً،بل أن هناك نموذجاً مشابهاً خارج نطاق حياة البشر (وهو دليل الأنثربولوجي –الإنساني).
ولإن تلك الأفكار تفهم على مستويين عامة الناس ومستوى اختصاصي الفيزياء، وحتى لا يقع الناس في التباس جاء كتاب "الفيزيائيون والخالق" بمحاوره العديدة ليشكل جزءاً من الإجابة عن التساؤلات المطروحة في هذا المجال ومختصراً عن فرضيات الفيزياء النظرية ومكانها من المعرفة الإنسانية.
أما عن محاور البحث الأساسية التي ناقشها هذا الكتاب فتشمل: علاقة الخالق بالفيزياء، الخالق، وعلاقة الخالق مع الزمان، والقانون عند الفيزيائيين، والفيزياء النظرية وعلاقتها بالفلسفة، ونقاط الضعف أو العجز في الفهم الفيزيائي (المادة، الطاقة، الجاذبية، الزمكان)، تعريف بستيفن هوكنج وأسلوبه واختصاصه وأفكاره النظرية، وتصريحات هوكنج في مسألة علاقة الخالق ببدء الكون، وظاهرة الإنفجار الكبير، وإثبات أن حدود المكان والزمان لا تتعارض مع نظريات الفلسفة الإسلامية، ولماذا لجأ هوكنج إلى نظرية الزمان الخيالي والقيمة الإحتمالية للنظرية. ودور نظرية الزمن الخيالي (التخيلي) في سد الفراغ وكيف تلغي التساؤل عما قبل البدء،وأخيراً، خلاصة يورد فيها المؤلف دليله على وجود الله يقول فيها "... أن الدليل على وجود الله وخالقيته موجود حتى مع فرض كون أزلي لا بداية له ولا نهاية في الزمان، الأمر الذي ينسحب على نموذج هوكنج نفسه فالكون وإن حاول تصويره انه استقل بقوانينه عن تدبير الخالق لكن العلم الحديث لم يقدم لنا الحد الآن تصوراً عن المادة والطاقة والمكان والزمان بل يكتفي بقياس ظواهر الأشياء وتقديم الوصف الرياضي المحتمل لها والنظريات المفسرة لسلوكها" وعلى هذا تبدو لنا أقوال هوكنج ذات قيمة احتمالية، يصعب البناء عليها لتفسير هذا الكون الواسع.