"مالك مختار" رواية تنتمي بأحداثها ووقائعها إلى عالم الريف اللبناني بعاداته وتقاليده وأطره الإجتماعية التي تفرض في أحيان عديدة تنفيذ أوامر الآباء في مسألة هامة هي قرار الزواج، ويكون على الأبناء السمع والطاعة.ترصد الرواية هذا النمط من العلاقات من خلال حكاية الشاب مالك...
"مالك مختار" رواية تنتمي بأحداثها ووقائعها إلى عالم الريف اللبناني بعاداته وتقاليده وأطره الإجتماعية التي تفرض في أحيان عديدة تنفيذ أوامر الآباء في مسألة هامة هي قرار الزواج، ويكون على الأبناء السمع والطاعة.
ترصد الرواية هذا النمط من العلاقات من خلال حكاية الشاب مالك الشخصية الرئيسية في الرواية، والشخصيات الأخرى المرتبطة به بسبب أو بآخر. وهي حكاية بختلط فيها الإحسان بالإساءة، والندم بالمرارة، والذنب بتأنيب الضمير. فبين ليلة وضحاها يجد مالك نفسه مجبراً على الزواج من إبنة عمه نجاة التي تركها والدها أمانة عند أبو سليم والد مالك، الذي أوصاه قبل أن يموت: "إسمع يا إبني، وصيتي هي إبنة عمك، لا وصية لي سواها، إياك ثم إياك أن تخالفني، يحل عليك غضبي" ، يتم الزواج وينجب الزوجان صبياً وبنتاً، ولأن مالك وأبوه من وجهاء القرية، يتم إحضار الخادمة بسمة التي لم تتجاوز الأربعة عشرة سنة لخدمة العائلة. في هذه الأثناء تمرض الزوجة وتدخل إلى المستشفى. وفي إحدى الليالي توسوس النفس الأمّارة بالسوء لمالك، فيرى في بسمة أنثى جميلة، يقترب منها فلا تمانع. تمضي أشهر، فيظهر الحمل على بسمة. تخبر أهلها. وتتعقد المشكلة، فيضطر مالك للإعتراف بفعلته أمام المختار ومن ثمّ الزواج بها. وتدخل العائلة في نفق مظلم.
هذه الحكاية اختار رامز رزق لقولها خطاباً روائياً ملائماً لها وللعالم المرجعي الذي تحيل إليه الحكاية والخطاب، أضاء من خلالها مسألة في غاية الأهمية وهي أحقية الأولاد في اختيار الزوجة بعيداً عن العادات والتقاليد وهي مشكلة قديمة – حديثة لا تزال الكثير من المجتمعات العربية رهينة لها.