هي حكاية عبدو الياس اللبناني يرويها "رامز رزق" لتشكل صورة حيّة عن المجتمع اللبناني في النصف الأول من القرن التاسع عشر من خلال قرية صغيرة من قرى صيدا، حيث يتوزع الناس بين مشايخ وفلاحين، ويتجاذب السلطة في هذا المجتمع الإقطاع ورجال الدين، ويغدو الناس ضحية للعوز والفقر.وفي...
هي حكاية عبدو الياس اللبناني يرويها "رامز رزق" لتشكل صورة حيّة عن المجتمع اللبناني في النصف الأول من القرن التاسع عشر من خلال قرية صغيرة من قرى صيدا، حيث يتوزع الناس بين مشايخ وفلاحين، ويتجاذب السلطة في هذا المجتمع الإقطاع ورجال الدين، ويغدو الناس ضحية للعوز والفقر.
وفي الرواية، يقرر الشقيقان عبدو وسعيد النزوح من الدامور إلى صيدا طلباً للعيش، حيث كان المرض يقتل الناس بالعشرات والجوع يفتك بالباقي ويسبب الإنهاك والجوع. يظن سعيد أن أخاه عبدو قد توفي من شدة الجوع فيتركه ويتابع طريقه إلى المدينة لأنه غير قادر حتى على دفنه. ولكن عبدو الطفل المرمي على قارعة الطريق، له نصيب في الحياة، يعثر عليه أحد المسافرين ويحمله معه على ظهر حصانه. تتوالى الأحداث في الرواية حتى يلتقي بأخيه سعيد بعد عشرين سنة والذي أصبح الآن شرطياً في حيفا. فيغادر عبدو بيت الخوري الذي عاشر فيه ويلتحق بأخيه للعيش معه.
وبعد، في "عبدو الياس اللبناني" نفس إنساني واضح، وجوانب من التاريخ الإجتماعي والثقافي للبنان في فترة تاريخية هي الأصعب. استطاع الروائي توظيفها فنياً في الرواية، فعرض كيف يوازن بين المادة التاريخية وإعادة تصنيعها روائياً، فأضاف إلى المكتبة الروائية كتاباً جديداً يستحق القراءة.