يجب علينا أن نأخذ حياة الأئمة (عليهم السلام) كدرس وأسوة، وليس فقط كذكرياتٍ عظيمةٍ وقيمةٍ، وهذا ليس ممكناً إلا بالنظر إلى أسلوب ومسار هؤلاء العظام السياسي.
لقد تعلقت بهذا البعد وهذا الجانب من حياة الأئمة (عليهم السلام)، وأذكر أن أول مرة طرأت هذه الفكرة على ذهني في سنة 1350هـ. ش. وفي زمان ممتلئ بالمحن والإبتلاءات الصعبة، وإن كنت قبل ذلك أنظر إلى الأئمة (عليهم السلام) كمجاهدين كبار في سبيل إعلاء كلمة التوحيد وإقامة الحكومة الإلهية، ولكن النقطة التي اتضحتّ لي فجأة في تلك البرهة هي أن حياة هؤلاء العظام على رغم التفاوت الظاهري - الذي أحس به البعض بين بعض أجزاء هذه الحياة - هي في المجموع حركة مستمرة وطويلة بدأتْ سنة (10 - 11هـ. ق)، واستمرتْ 250 عاماً، وانتهتْ سنة (260هـ. ق) بدء الغيبة الصغرى للإمام الحجة.