فرضت المقاومة على الناظر مستويين من المعالجة يلازمهما منظوران وطريقتان في الفهم والتفهيم: مستوى المعرفة ومستوى العرفان.وحيث رهاننا على وحدة الغاية وإن تعددت طرق الوصول إليها، فإننا نعلن وفاقاً متيناً بين حقائق المعرفة وحقائق العرفان، وإن تخالفت وسائطهما ومفاهيمهما...
فرضت المقاومة على الناظر مستويين من المعالجة يلازمهما منظوران وطريقتان في الفهم والتفهيم: مستوى المعرفة ومستوى العرفان. وحيث رهاننا على وحدة الغاية وإن تعددت طرق الوصول إليها، فإننا نعلن وفاقاً متيناً بين حقائق المعرفة وحقائق العرفان، وإن تخالفت وسائطهما ومفاهيمهما ومصطلحاتهما، فالعقل العرفاني هو عقل متفوق متجرد تحضره المعرفة باندكاك الوسائط.
بينما العقل البرهاني هو عقل متداني متلبس يتوصل بالمعرفة بتكثير المقدمات وتوسيع المسالك.
والتعالي في الأول مطلوب لمقام المعرفة الحضورية.
والتداني في الثاني مطلوب لمقام المعرفة الحصولية، والوفاق بينهما أكد لسنة تنوع المدارك وتفاوت مراتب التعقل، ولسنا يتوافق على من اعتبر عقل العرفان أدنى من عقل البرهان، إذ يكفي أن ندرك أن المعرفة الحضورية هي أشرف من المعرفة الحصولية والكشف أشرف من البحث.