تشكل الحياة الثقافية في العراق بصخبها وضجيجها العالم المرجعي الذي تحيل إليه رواية "الهاوية" فمن خلال تسلية الكاتبة "سالمة صالح" الضوء على مسار حيوات ثلة من المثقفين العراقيين الذين تورد أسماؤهم في متن الرواية تعكس صورة شاملة عن وضع البلاد قبل الحرب الأميركية على العراق...
تشكل الحياة الثقافية في العراق بصخبها وضجيجها العالم المرجعي الذي تحيل إليه رواية "الهاوية" فمن خلال تسلية الكاتبة "سالمة صالح" الضوء على مسار حيوات ثلة من المثقفين العراقيين الذين تورد أسماؤهم في متن الرواية تعكس صورة شاملة عن وضع البلاد قبل الحرب الأميركية على العراق 2003.
هذا المشهد، ترصده الرواية من خلال شبكة من العلاقات التي يتجاور فيها السياسي والإجتماعي. فبطل الرواية وراويها شاعر وصحافي مهتم بالشأن السياسي. يلتف حوله مجموعة من الأصدقاء، الرفاق المثقفين، الذين يتخذون الثقافة غطاءً للسياسة ويجتمعون في مقهى صغير "نجمة الصباح" من دون أن يعرفوا أن عين "الرقيب" ترصدهم ولا ماذا تحمل لهم الأيام من مفاجآت.
والروائية في سردها الأحداث تبدو إنتقائية بطبيعة الحال حيث تختار منها ما يتناسب مع السياق ويؤدي دوراً روائياً عبر مجموعة من المتضادات المكانية والزمانية والشخصية والمفاهيمية، التي تشكل مختلف آراء شخصيات العمل، ولعل الشكل الذي اتخذه الحوار في النص يعكس طبيعة الحوار بين السلطة والمثقف، بتوتره، وتقطعه وندرته. وبهذا تكون سالمة صالح قد طرحت قضايا كبرى شغلت وتشغل الواقع العربي، وأثارت أسئلة خطيرة لم نقع على أجوبتها بعد.