إن كلمة " الإسلام " تعني الإستسلام والخضوع لأمر الآمر بدون اعتراض ، وبهذا المعنى جُعلت صفة عامة للدين كافة ، فالإصطلاح الجديد لكلمة الإسلام إذاً هو " الإستسلام والخضوع لأمر الله تعالى بدون اعتراض " . هذا بالنسبة للمعنى اللغوي للإسلام ، فأما معناه الشرعي ، فالإسلام هو الذين...
إن كلمة " الإسلام " تعني الإستسلام والخضوع لأمر الآمر بدون اعتراض ، وبهذا المعنى جُعلت صفة عامة للدين كافة ، فالإصطلاح الجديد لكلمة الإسلام إذاً هو " الإستسلام والخضوع لأمر الله تعالى بدون اعتراض " . هذا بالنسبة للمعنى اللغوي للإسلام ، فأما معناه الشرعي ، فالإسلام هو الذين الذي أنزله الله تعالى على جميع الأنبياء هدىً ونوراً إلى الإنسانية كافة ، وهو عقيدة فكرية ، وشريعة عادلة ، وأخلاق كريمة . والإسلام إلى هذا هو عقيدة فكرية بمعنى أن العقيدة هي التفسير الشامل للوجود الذي نزل به الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي يحدد الرؤية الفكرية العامة لوجود الله تعالى وللكون والإنسان والحياة ؛ وهي اللبنات الأساسية للتشريع والأخلاق والقاعدة الفكرية للمجتمع ، والعامل الموحد للأمة والمقياس الثابت والعام للحركة والتعامل والسلوك في جميع الميادين . وكذلك فإن الإسلام هو الشريعة العادلة ، فالشريعة هي مجموعة القواعد القانونية التي نزل بها الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تنظم علاقات الإنسان وتعامله مع الله ومع الكون والإنسان والحياة وجميع المخلوقات في جميع الميادين ، وهي شاملة لجميع جوانب الحياة ، ومرنة فهي مستوعبة لجميع الظروف والتطورات ، وصالحة للماضي والحاضر والمستقبل ، وثابتة فلا ناسخ لها إلى يوم القيامة ، والإسلام أيضاً وأيضاً .. هو الأخلاق الكريمة ، التي هي انعكاسات الجمال الإلهي ، ومعطيات الروح الفطرية ، وقواعد القيم التي نزل بها الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لترسم للبشرية معالم السلوك الإنساني المستقيم ، ، والهدف الأعلى لحركة الحياة ، ومقياس المناضلة بين الناس في الدنيا والآخرة ، وهي قمة التكامل الحضاري الإنساني الذي يهدف الإسلام إلى تحقيقه من خلال قيادته للمسيرة البشرية .. وإن سقوط الأخلاق في أي أمة من أمم شعوب الأرض يعني سقوط كافة المعاني الإنسانية والهدف من وجود هذه الشعوب ، وهو من أبرز الدواعي لأخذها بالعقوبات ، وعلى هذا يمكن القول بأن الإسلام هو مبدأ كامل للحياة ، لأنه يتكون من عقيدة فكرية ، وشريعة عادلة وأخلاق كريمة ؛ ولأن الهدف منه هو الإنسان ، والإنسان لا يتطور إلا مرحلياً ؛ فأنزل الله الإسلام على مراحل حسب مستوى الشعوب الفكري والإجتماعي والحضاري ، وقاد مرحلته العليا والأخيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يفي اليوم بأمس وأهم متطلبات الحياة البشرية وهي القاعدة الفكرية ، والأسس الأخلاقية ، والنظام الإجتماعي ، ويتوافق مع المستوى التطوري الأعلى للبشرية فكرياً وعملياً ، وروحياً ومادياً . إلى جانب ذلك فإن للإسلام أبعاده الحضارية ، فهو مبدأ حياة ، ومنهج للحضارة ، وبرنامج صادق لحركة التاريخ البشري . وتشكّل العقيدة والشريعة والأخلاق فيه الأصالة والمادة الحضارية للجانب الروحي من الحياة ، كما تشكل المعرفة للكون ، وحركة الإبداع ، والتعامل الأخلاقي المنظم الأصالة والمادة الحضارية للجانب المادي من الحياة . وإن مسيرة الإسلام الحضارية عبر الزمن انطلاقاً من صياغة الإسلام لحركة التطور تعني التاريخ الإسلامي . وإن القيمة الحضارية للتاريخ الإسلامي مرهونة بالنوع الحضاري للإنسان المسلم ، وبالنوع الحضاري للعمل ولانعكاساته الروحية والمادية . ومن ناحية أخرى فإن للإسلام أبعاده الدولية بما يتضمن : توحيد العقيدة الفكرية للعالم ، وتوحيد نظامه الإجتماعي ولغته الرسمية .. ومن هنا يمكن تحديد الأهداف العامة للإسلام ، وذلك من خلال جميع طروحاته ، إلى الأخذ بيد البشرية لتحقيق قمة الأهداف الإنسانية التي يرتكز عليها فلاحها في الدنيا والآخرة وهي : السلام ، والحضارة ، والعدالة الإجتماعية [ ... ] هكذا يحض المؤلف في كتابه هذا للتأكيد على أن الإسلام هو رسالة السماء للإنسان وهو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للبشرية ، وذلك من خلال تركيزه على المواضيع التالية : الإسلام وأبعاده الحضارية ، الشخصية الإسلامية ، مصادر التشريع في الرسالة الإسلامية ، خصائص المبدأ الإسلامي ، العلمانية - شعاراتها - طروحاتها المعادية للإسلام ، أسباب تخلف المسلمين ، شروط التغيير ، العمل الجماعي المنظم الدوافع العامة لنشوء الفكر العقائدي ، أنواع العقائد .