-
/ عربي / USD
يحتلّ النصّ الدينيّ أهميّة إستثنائيّة ولازمة لفهم الدين الحنيف وتشريعاته وتعاليمه، وهذا لا يمكن ان يتحقّق دون الإلمام باللغة العربية وقواعدها، ولذا فقد اشترط أهل العلم في الإجتهاد وفي كلّ عمليّة إستنباطٍ للأحكام الشرعيّة، وفي فهم المراد من أيّ نصٍّ دينيّ المعرفة بعلوم اللغة العربية، ومن جملتها علم النحو حيث صنّف أهل الإختصاص لهذا الغرض الكثير من المصنفات واللواحق والشروح لتنمية هذه المعرفة، وصولاً إلى تحصيل مقدارٍ من الإطلاع، يصبح الباحث معه قادراً على تمييز المفردات والعبارات وإدراك معانيها لتحديد المقصود، ومن الأمور الثابتة تاريخيّاً، والتي تدلّ على هذه الأهمية هو ما ورد في توجيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام لأبي الأسود الدؤلي، وتعليمه أصول علم النحو للرجوع إليه والإستعانة بقواعده، حتى يأمن القارئ للقرآن الكريم من الخطأ والإشتباه، ولكي يسلم المتكلّم من اللحن في التخاطب، وخاصّةً حين يكون الأمر مرتبطاً بالنصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت عليهم السلام.
إنّ كتاب نهج البلاغة وعلى الرغم من الشروح التي صنّفها العلماء وتناولها الأدباء والمؤرّخون، ووقفوا على النكات البلاغيّة الرائعة والنادرة فيه، فإنّه للأسف لم يأخذ مكانته اللازمة واللائقة عند أهل العلم، وقد أفضى هذا الأمر إلى حرمان الإستفادة منه كما يجب، وفي الوقت ذاته نجد أنّ الذين وفّقهم الله تعالى للإهتمام والإستفادة منه يسلّمون أنّ المعاني القيّمة التي استخرجوها من هذا السفر الكبير والعميق لا يوازيها شيء، كما أنّ المطّلعين على كوامن السحر والعذوبة والمتانة في اللغة العربية يصابون بالدهشة والحيرة أمام نصوصه وكلماته الآسرة والآخذة بمجامع القلوب، وتعجز العقول عن سبرِ أغواره او الإحاطة بتمام مقاصده، ويكفيك أنّهم كلّما أعادوا قراءة النصّ فيه يكتشفون جديداً، وكأنّهم يقرأونه للمرّة الأولى، فضلاً عن إمتلاك معانيه قدرةً لا توصف على التأثير في النفوس، وعلى فتح مديات رحبة نحو عوالم مليئةٍ بالمعارف والحكم، وهي تنقل القارئ والمطّلع على ضفاف معدن العلم واليقين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد