القارئ لنصوص الشاعر محمد فحص في "حبات كرز" سيعثر على نمط خاص من البنى الدرامية ذات الموضوعة الوجدانية المتأسسة وفقاً لثنائية (الوطن / المقاومة) فأبعاد شخصيته البطلة في النصوص تتأسس على هذا الحضور الثنائي ضمن هذه المجموعة الوجدانية، وبالأخص في محاولته إستدعاء اسم صديقه الشهيد ومن ثم رثائه وبهذا الإشتغال يؤسس حضور فعل (الشهادة) داخل النص عبر رصد تجربة واقعية، وهذا ما تقرأه في قصيدته "أثير الهوى) التي يودع بها صديقه عبد الجليل حمدان "مرتضى" والذي أرتقى أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس، وفي هذه القصيدة يقول: "... إن أنعاك عبر الأثير... أو أن أخط شهادتك في أسطرٍ... ضمن تقرير إخباري... عندما ابتسمتُ وقلتُ لك هذا... إلا أن رواد قافلةِ الخلودِ كُثُر... وكي لا نقع في حرج النسيان أو التخصيص... لم أستطع أن أخفق بنبض حبك على الهواء مباشرةً... أو ضمنَ تسجيل... وهنا بعضٌ من كلامٍ أولُهُ إعتذار... فأذن لي هنا... حيث أثيرُ العشق يرفرف في صدى الوجود... فأذن لي فضلاً، وليس أمراً... أن أزفكَ بصوتٍ خجول لا جهور...".
وهكذا فما بين إرادة الحياة وحتمية الشهادة تنصهر كل عواطف الشاعر، وأفكاره، وتصب في نصوص هي مثال شعري بمقومات فنية عالية.

يضم الكتاب ثلاثة عشر قصيدة نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: "أثير الهوى"، "قارعة الدنيا"، "عزيز ضلعها"، "جميلةٌ أنتِ"، "لا بشر البشر"، "شظايا الشهادة"، "ما سرك؟"، "بين قبلة وبريق"، "صبر... ونصر"، "ايقونة الشهداء"... وقصائد أخرى.