في كتابه "اليهود في تاريخ الحضارات الأولى" يذهب غوستاف لوبون إلى أن بني إسرائيل كانوا من الساميين، أي من العرق الذي كان ينتسب إليه الآشوريين والعرب، ولكن بني إسرائيل قد اكتسبوا بانفصالهم من ذلك العرق تلك المساوئ التي وجدها لوبون فيهم، فظلَ العرب بريئين من مثلها، ومع ذلك يرى...
في كتابه "اليهود في تاريخ الحضارات الأولى" يذهب غوستاف لوبون إلى أن بني إسرائيل كانوا من الساميين، أي من العرق الذي كان ينتسب إليه الآشوريين والعرب، ولكن بني إسرائيل قد اكتسبوا بانفصالهم من ذلك العرق تلك المساوئ التي وجدها لوبون فيهم، فظلَ العرب بريئين من مثلها، ومع ذلك يرى لوبون في كتابه "حضارة العرب" أن تلك القرابة تقوم على تجانس اللغات وبعض الصفات الجثمانية وأن من الممكن أن يجادل في ذلك، فقد قال في ذلك السَفر الجليل: "ومهما تكن وحدة تلك الصفات التي نجادل في قيمتها ومهما تكن أهمية تلك القرابة السامية التي لا نجزم بها نراها ترجع على فرض وجودها إلى ما قبل التاريخ، وقد كانت تلك الأمم السامية على اختلاف وتباين منذ أقدم عصور التاريخ كما دلت عليه الروايات"، فيكون ذهاب لوبون إلى أن بني إسرائيل والعرب من أرومةٍ واحدة في كتاب "الحضارات الأولى" من قبيل التجوَز إذن، وليس اليقين.
يمكن القول أن كتاب "اليهود في تاريخ الحضارات الأولى" الذي نقله إلى العربية بتمعن عادل زعيتر، هو في أحد أهم معانيه يدحض زعم اليهود الزائف القائل إن فلسطين حق تاريخي لهم، بل يفضح أعظم وأفظع تصليلٍ سياسي لليهود. وبهذا يكون لوبون قد ساهم بوجه خاص في بيان عطل اليهود من نصيب في تاريخ الحضارة، وعلى ما في اليهود من المساوئ العرقية التي قلما يوصم بمثلها شعب، وعلى أن اليهود شعب غير صالح، لا يملك مقومات الحضارة وأن "تأثير اليهود في تاريخ الحضارة صفر... وأن اليهود لم يستحقوا بأي وجهٍ أن يعدوا من الأمم المتمدنة".
محتويات الكتاب: الفصل الأول: البيئة والعرق والتاريخ ويضم: 1- نصيب اليهود في تاريخ الحضارة، 2- البيئة والعرق، 3- تاريخ اليهود. الفصل الثاني: نظم العبريين وطبائعهم وعاداتهم، الفصل الثالل: دين بني اسرائيل. الفصل الرابع: الآداب العبرية.