لا نبالغ إن اعتبرنا أن الفكر الكلامي الإمامي قد دخل حقبة جديدة على يد كلّ من الصدر والمطهري، حيث أتت أعمال كلّ منهما لتشكل مرحلة جديدة من مراحل تطور هذا العلم وسيرورته التكاملية.وهكذا فقد شكل الفعل الكلامي عند كلّ منهما إنعطافة أساسية، ونقلة نوعية إلى فضاءات مستقبلية...
لا نبالغ إن اعتبرنا أن الفكر الكلامي الإمامي قد دخل حقبة جديدة على يد كلّ من الصدر والمطهري، حيث أتت أعمال كلّ منهما لتشكل مرحلة جديدة من مراحل تطور هذا العلم وسيرورته التكاملية. وهكذا فقد شكل الفعل الكلامي عند كلّ منهما إنعطافة أساسية، ونقلة نوعية إلى فضاءات مستقبلية واعدة، تنطوي على منهجيات وآليات متنوعة في مقاربة الموضوعات والمسائل، وكذلك إدخال قضايا ومباحث جديدة فرضتها طبيعة المرحلة المعاصرة وتطور الزمان ومستجداته ومقتضياته، وما يحمله إنسان العصر الحديث من إشكاليات وطروحات عقديّة ومصيرية وإيديولوجية، وإجتماعية وسياسية وإنسانية... تحتاج إلى النظر فيها، والإجابة عن أسئلتها وإعتراضاتها بما ينسجم ويتلاءم مع ذهنيته وثقافته وفكره وتطور مداركه.
وهكذا دخل الفعل الكلامي على يدي كلّ منهما محطة متمايزة في مسيرة ما يُطلق عليه بــ "الكلام الجديد"، بل إن الكلام الجديد قد بلغ على أيديهما - وإلى حينه - ذروة سيرورته المعرفية، وتبلور هويته الدفاعية الإستدلالية.
وقد أتى هذا الكتاب محاولة لتسليط الضوء على هذه المدرسة الكلامية الزاخرة بمعطياتها المعرفية والمنهجية، وبما تنطوي عليه من جدلية الأصالة والحداثة، وكيفية المواءمة بينهما، إلى ما تقدم، فقد عرض هذا الكتاب لتطور علم الكلام الإمامي وسيرورته من القديم الكلاسيكي إلى الجديد المعاصر.