من المسائل المهمة والخطيرة في المنظومة المعرفية والوجودية للكائن المسلم، سواء المؤمن والفقيه الفيلسوف والعارف الرباني هي مسألة البصيرة في الدين والحياة، وسواء فيما يخص جانب العبادات والمعاملات الشخصية الخاصة أم العبادات والمعاملات العامة.والبصرة و"بصيرة البصيرة" وكافة...

من المسائل المهمة والخطيرة في المنظومة المعرفية والوجودية للكائن المسلم، سواء المؤمن والفقيه الفيلسوف والعارف الرباني هي مسألة البصيرة في الدين والحياة، وسواء فيما يخص جانب العبادات والمعاملات الشخصية الخاصة أم العبادات والمعاملات العامة.
والبصرة و"بصيرة البصيرة" وكافة لوازمها ومستلزماتها ليست شيئاً معطى، بل هي عملية بنائية معرفية ووجودية في غاية الدقة والصعوبة والتعقيد، إذْ تتطلب جهداً وجهاداً وإجتهاداً ومجاهدة، حتى يتمكن الكائن الإنساني من تحصيل الأبصار والبصيرة والإستبصار في الدين وفي المسائل والقضايا والمواقف الحياتية الفردية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية والتاريخية والحضارية، حيث البصيرة تعني معرفة حقائق الأمور الظاهرية والباطنية، والمكشوفة والمكسوفة، والجزئية والكلية، والنسبانية والمطلقة، والمتغيرة والثابتة، والمتشابهة والمحكمة، والمعلنة والمسكوت عنها، والمادية والمعنوية والدنيوية والدينونة...

لذا ما لم نتعرف على حقيقة وكنه دوال البصيرة "وبصيرة البصيرة"، سواء الحسية أم العلمية التجريبانية أم العقلانية المسددة والمؤيدة أم العرفانية القلبية المعقلنة والمشرعنة أم الوحيانية الإخبارية والإنبائية أم الروحانية أم العقلية الكلية الأولية... لسنا مبصرين أو مستبصرين في أمور دنيانا وديننا.

لذا نروم في هذا الكتاب بحث موضوع البصيرة و"بصيرة البصيرة" بحثاً تحليلياً وشرحاً تفصيلياً لدوالها ومتغيراتها وقيمها ومعايرها وموازينها، في سياق علم البصيرة وفقه فلسفة البصيرة من منظور إسلامي.