لو أنّ وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لم تُدوّن ولم تُكتب لكانت تحدونا اليوم رغبة عارمة لمعرفة ما قاله (عليه السلام) في الساعات واللحظات الأخيرة من عمره الشريف، وكُنّا نأسى ونتحسّر لعدم معرفتنا بها، ولكنّ من حسن حظّنا أنّ يد التاريخ قد سجّلتْ هذه الوصايا ككنزٍ ثمين.
وحفظت هذا التراث القيّم لكلّ من لم يحضروا يومذاك إلى جانبه، واليوم ها هو ذا التراث القيّم بين أيدينا، وهذا ما يفرض علينا أن نعرف قدره ونستفيد منه غاية ما يمكن.

ونعتبر نشر هذا الكتاب بمثابة فخذ الجرادة الذي جاءت به القُبّرة على سليمان، ونهديه إلى مولى المتّقين أمير المؤمنين (عليه السلام) أوّلاً، ثمّ بعد ذلك إلى جميع مواليه ومحبّيه، ونسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا من أتباعه الحقيقيّين ومواليه المخلصين، ويحشرنا مع شيعته ومحبّيه.