إنَ الحديث عن السيدة زينب والمدينة التي تضم مرقدها هو، بالضرورة، حديثٌ عن الدين، والاقتصاد، والسياسة، والبناء الاجتماعي؛ وهو حديثٌ عن رجال الدين وآرائهم واختلافاتهم الفقهية، وعن الحوزات والحسينيات والمجالس الحسينية والمعتقدات والممارسات الطقوسية المتعارف عليها تارةً...
إنَ الحديث عن السيدة زينب والمدينة التي تضم مرقدها هو، بالضرورة، حديثٌ عن الدين، والاقتصاد، والسياسة، والبناء الاجتماعي؛ وهو حديثٌ عن رجال الدين وآرائهم واختلافاتهم الفقهية، وعن الحوزات والحسينيات والمجالس الحسينية والمعتقدات والممارسات الطقوسية المتعارف عليها تارةً والمثيرة للجدل تارةً أخرى مثل التطبير، واللطم، والطب الروحاني وغيرها. إنه حديث عن مفهومات الخلاص والمعاناة، والحيز الطقوسي، والجندر ودوره، والمؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية، والعواطف وردود الأفعال الاحشائية، والتقوى وخيام الضيافة والأحلام والمعجزات والكرامات و’عرس القاسم‘ و’عبد الله الرضيع‘، ومجتمعات الشتات التي اقتُلِعت من جذورها وتعيش لاجئة أو منفية من اوطانها. وإضافة إلى ذلك، يتعذر الحديث عن بنية ديمغرافية موحدة ومتجانسة في السيدة زينب التي يتحدر المقيمون فيها من أصول عراقية، وإيرانية، وأفغانية، ولبنانية، وفلسطينية، إضافة إلى السورية. وبداهةً، تتأثر ممارسات هؤلاء ومعتقداتهم بجملة من العوامل والموروثات الثقافية، والاجتماعية، والتاريخية، والاقتصادية، والسياسية، والمذهبية، والمناطقية مما يؤدي إلى اصطفافات، وتباينات في وجهات النظر وحتى صراعات!. اعتمدت الدراسة على جملة من المفهومات والفِكر، مثل التقليد، والخطاب، ونموذج كربلاء، والمشهد، والتبادل، والهترتوبيا (الانتباذ الفضائي)، والغروتسك (الغريب وغير المألوف)، والوقوف بعتبة الشعور، والكرنفال، والممارسة المخالفة، والابتداع، والتقوى طرحها كوكبة من المفكرين والباحثين المعروفين في حقول الدين، والفلسفة، والأنثروبولوجيا، والأدب أمثال ميخائيل باختين، وميشيل فوكو، ووالتر بنيامين، واميل دوركهايم، وطلال أسد، وصبا محمود، وخوان كول، وفردريك م. دني، ومايكل غلزنان، وجيَ ديبورد، ومارسيل موس، واسحاق نقاش، والأخوة الشيرازيين، وآيات الله الخميني، والصدر، والخامنئي؛ ووظفت جملة من الأدوات البحثية منها الدراسة الحقلية، والملحوظ بالمشاركة، والمقابلة، والبيانات الاثنوغرافية، وعُزِزت بملاحق أوردت فيها أسماء الملايات، والمؤسسات الدينية من حوزات، وحسينيات، ومنظمات، ومستشفيات، تعكس جميعها مدى الجهد المبذول وحرص الباحثة على تقديم عمل أكاديمي دقيقٍ ومتقنٍ.