إن كتاب (العسل والنحل) لأبي حنيفة الدينوري، قد صنفه مؤلفه في موضوعات متنوعة منها: (النبات)، و(البلدان)، و(الأنواء)، و(الكسوف)، و(القبلة والزوال)، و(الجبر)، و(الحساب)، وصدق أبو حيان التوحيدي حين قال (له في كل فن قدم ورواء وحكم)، فليس غريباً أن يكتب في الحيوان والحشرات والنحل، فهو...
إن كتاب (العسل والنحل) لأبي حنيفة الدينوري، قد صنفه مؤلفه في موضوعات متنوعة منها: (النبات)، و(البلدان)، و(الأنواء)، و(الكسوف)، و(القبلة والزوال)، و(الجبر)، و(الحساب)، وصدق أبو حيان التوحيدي حين قال (له في كل فن قدم ورواء وحكم)، فليس غريباً أن يكتب في الحيوان والحشرات والنحل، فهو ينطلق في كتاباته في الرواية عن الأعراب، أي لا يكتفي بالرواية عن الشيوخ أو النقل عن الكتب، وإنما ميدانه الاتصال المباشر بالبيئة التي يكتب عنها وبالمادة التي يبحثها. والأعراب والصحراء هما الميدان الحقيقي لما يكتب، لذلك لا نجد فرقاً بين ما كتب في (النبات) وما كتب في (العسل والنحل) فمنهجه فيهما واحد. ونجد في كتاب (العسل والنحل) اهتماماً خاصاً من المؤلف بالنبات، وهذا الاهتمام لا يتأتى إلا لمن له دراية وعلم به. وأبو حنيفة له كتاب كبير في (النبات) ضاع أكثره، ووصلت إلينا قطعة من الجزء الخامس. ولعل شهرة أبي حنيفة بين مصنفي تراثنا العربي تعود إلى هذا الكتاب، لما جمع فيه – بالمشاهدة والاتصال والتجربة – أسماء النباتات التي تنبت في البيئة العربية وغير العربية.