ينقسمُ كتاب المشركون والمسيحيون اليهود في القرآن على قسمَين: "المُشرِكون في القرآن والقيامة"، و"المسيحيّة اليهوديّة في القرآن"، وهي مُختارات من مجموعة مُؤلَّفات للباحثة كرونة نُشِرَت في مُجلَّدٍ واحدٍ عامّ يَسعى إلى إعادة بناء البيئة الدينيّة التي نشأَ فيها دينُ الإسلام،...
ينقسمُ كتاب المشركون والمسيحيون اليهود في القرآن على قسمَين: "المُشرِكون في القرآن والقيامة"، و"المسيحيّة اليهوديّة في القرآن"، وهي مُختارات من مجموعة مُؤلَّفات للباحثة كرونة نُشِرَت في مُجلَّدٍ واحدٍ عامّ يَسعى إلى إعادة بناء البيئة الدينيّة التي نشأَ فيها دينُ الإسلام، وطورَّت منهجاً مُتشابكاً لدراسة الوسط الدينيّ القرآنيّ استناداً إلى المصادر الإسلاميّة في المَقام الأوّل. يدورُ مُحتوى القسم الأوّل من الكتاب على تبيان وتوصيف الخلفيّة الدينيّة للمُشرِكين في القرآن، وعلاقة ما قالَه لهم الرّسول بمَا ورثوه من أبائهم وأسلافهم، و وجهة نظر أولئك المُشرِكين إلى البعث/القيامة، وإيمانهم بالموتة الأوّلى ومصيرِ الرّوح بعدَ الموت. وتُميّز الباحثة كرونة المُشرِكين في ثلاث مجموعات؛ تتألَّف من المُشكّكين والمُنكرين والمُؤمنين بالله والملائكة. ثمَّ تنتقلُ إلى مفهوم الجنَّة والجحيم والقيامة في المصادر الزّرادشتيّة واليهوديّة والمسيحيّة، والإيمان بالحياة بعد الموت، وعلاقة الدّهر وأصحابه بالموت. فهل آمنَ أولئك المُشرِكون بإله موسى وإبراهيم وعيسى، وهل ألَهوا الدّهر حقّاً. وفي القسم الثاني من الكتاب، المسيحيّة اليهوديّة في القرآن، تطرحُ الباحثةُ فرضياتِها وحججها المُتضمِّنة وجودَ مسيحيّين يهود بعد الفتح الإسلاميّ، وقد حذَت كرونة حذوَ مُستشرِقين كثرٍ جادلوا بدور أولئك المسيحيين اليهود في القرآن، وثمَّ تنتقلُ إلى شخصيّة عيسى/ يسوع ومريم في القرآن، ونظرة القرآن إلى مفهوم صلب المسيح، وعلاقة اليهود والنّصارى بمصطلَح "بنو إسرائيل". حيث ترى الباحثة الرّسول مُحمّداً كمبشر بتعاليم العهد القديم، ومُؤيّد لفكرة البعث من المفهوم المسيحي للوصول إلى يوم الحساب. ثمَّ تشرحُ كرونة مُعضِلة أختّ هارونَ وابنة عمران، ورأيَ أبيفانيوس ويعقوب السروجي وآخرينَ في هذه المسألة والمسائل ذات الصّلة، وعلاقة ولادة يسوع تحت نخلة بإنكار مكانته المسيحانيَّة الخلاصيَّة. فهل حقاً استخدمَ الرّسول مُسمَّى "يهود" و"نصارى" بأسلوب ازدرائيّ، وهل حقاً ماتَ أو اختفى جميع المسيحيّين اليهود بحلول زمن الرّسول.