إنَ أهم التحديات التي يطرحها الكتاب من منظور علاقة الثقافة العربية بغيرها، هي مشكلة العولمة، وقد تحدَت كثيرون عن العولمة، ولكن العسكري يركز في كتابه على الكشف عن سلبياتها وإيجابياتها معاً، مساعداً القارئ على أن يفيد من الإيجابيات، ويترك السلبيات، فالعولمة تقوم على الأساس...
إنَ أهم التحديات التي يطرحها الكتاب من منظور علاقة الثقافة العربية بغيرها، هي مشكلة العولمة، وقد تحدَت كثيرون عن العولمة، ولكن العسكري يركز في كتابه على الكشف عن سلبياتها وإيجابياتها معاً، مساعداً القارئ على أن يفيد من الإيجابيات، ويترك السلبيات، فالعولمة تقوم على الأساس الإقتصادي بالدرجة الأولى، وتسعى إلى إلغاء الحواجز الوطنية أو السياسية التي يمكن أن تعوق حركة الشركات متعددة ومتعدية الجنسية، وذلك من أجل تحويل الكرة الأرضية إلى سوق مفتوح أمام هذه الشركات، وذلك في المدى الذي يؤدي إلى فرض نمط اقتصادي واحد مهيمن على كل الكرة الأرضية...والتحدي الثاني الذي يواجهه الكتاب هو ما يمكن أن يترتب على العولمة من تنميط الثقافة الإنسانية، وإشاعة نموذج ثقافي واحد مفروض على أقطار الكوكب الأرضي بغواية الثروة (الإقتصاد) والسياسة (أساليب الهيمنة). وهو تحد يواجهه المؤلف برفض التجليات الثقافية الحديثة من المركزية الأوربية الأمريكية، ويضع في مواجهتها مفاهيم التنوع الثقافي الخلاق التي تبنَتها أقطار العالم الثالث في اليونسكو، والتي تعبَر عنها كلمات غاندي "لا يضيرني أن أفتح نوافذ بيتي كلها لتهبَ عليها الرياح من كل اتجاه، شريطة أن لا تقتلع هذه الرياح أساس البيت".