تُظهر فيرونيكا سترانغ، في مقدمة كتابها (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون)، حرصاً شديداً على جلاء الأسباب التي تقف حائلاً دون معرفة الناس حقيقة ما يفعله الأنثروبولوجيون أو، في الأقل، شعورهم بالحيرة نحوه، وهي تلقي باللائمة على الصور النمطية الشائعة في الأدب والأفلام...
تُظهر فيرونيكا سترانغ، في مقدمة كتابها (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون)، حرصاً شديداً على جلاء الأسباب التي تقف حائلاً دون معرفة الناس حقيقة ما يفعله الأنثروبولوجيون أو، في الأقل، شعورهم بالحيرة نحوه، وهي تلقي باللائمة على الصور النمطية الشائعة في الأدب والأفلام والتلفزيون عن المغامرين الاستعماريين، بخوذهم المعدنية الذين يعيشون مع القبائل البدائية أو شبه البدائية في الغابات، أو المهووسين الملتحين الذين ينتعلون الصنادل والجوارب، ويتوجهون في رحلات إلى المناطق الغريبة والنائية، وسترانغ مصممة على تحدي هذه الصور النمطية لإيمانها أنَ التدريب الأنثروبولوجي- خلافاً للصور النمطية الشائعة- يحوز إمكانات تطبيقية هائلة في نطاقٍ واسعٍ ومتنوع من المجالات الحياتية والمهنية. وتأسيساً على ذلك، يرمي هذا الكتاب إلى تقديم فكرة وافية-وهذا ما تطمح إليه الكاتبة- عما يفعله الأنثروبولوجيون على أرض الواقع مشفوعاً بأمثلة مستقاة من عددٍ من المجالات المختلفة، وهي تلفت انتباه القراء إلى تعذر تقديم وصفٍ كاملٍ أو شاملٍ للأعمال والمهمات التي يؤديها الأنثروبولوجيون، فهي أكثر من أنَ يحصيها هذا الكتاب. فالأنثروبولوجيون، بحسب ما يؤكده الكتاب، موجودون في كل مكان، في المواقع والميادين كافة، وهم على أتم الاستعداد لتوظيف معارفهم وخبراتهم في خدمة المجتمع.