امتاز المستشرقون الأوربيون بوضع مجموعة مهمة من الفهارس (قواعد البيانات) للتعاطي ودراسة العلوم الإنسانية المتنوعة في الحضارة الإسلامية، إذ تعدّ أعمالهم في هذا الحقل الركيزة الأولى لمن ينوي الشروع والاختصاص في واحد من تلك الحقول، وقد يكون القرآن من أخصب وأعقد ميادين تلك...
امتاز المستشرقون الأوربيون بوضع مجموعة مهمة من الفهارس (قواعد البيانات) للتعاطي ودراسة العلوم الإنسانية المتنوعة في الحضارة الإسلامية، إذ تعدّ أعمالهم في هذا الحقل الركيزة الأولى لمن ينوي الشروع والاختصاص في واحد من تلك الحقول، وقد يكون القرآن من أخصب وأعقد ميادين تلك الأبحاث لتشابك نصوصه (سوره) ولتفرّع آياته، ومن غير وجود قاعدة بيانات وتصنيف موضوعي دقيق يحيل هذا الكم الكبير من الآيات ومعانيها إلى وحدات معرفية متناسقة تسهل على الباحث عملية الإفادة من النصوص القرآنية ودراستها وتوظيفها في مجاله من دون أن يقضي أوقاتاً طويلة قد تتجاوز المعقول من حيث الجهد والزمن المطلوب لذلك. يأتي حلّ لكل تلك المشكلات كتاب المستشرق الفرنسي جول لابوم) الذي وضع جميع الآيات التي نزلت عن موضوع واحد في فصل على حدته، فجاء هذا العمل من خير الأعمال وأجداها على الكتّاب والمؤلفين والبحاثين. فإن الذي كان يحاول أن يكتب عن الزكاة، أو الأديان، أو بعض الأنبياء، أو مبدأ المساواة، أو النظر إلى مصنوعات الله الخ، مما يحب الكاتب أن يقتبس فيه من القرآن يعجز عن استيعاب الآيات الواردة في هذه الموضوعات، فاصبح بهذا الكتاب الجديد يستطيع أن يلم في مجال واحد بكل ما يود أن يقرأ عنه من الآيات، لا بالهداية إلى أرقامها من المصحف فحسب، ولكن بإثبات تلك الآيات نفسها في صلب الصفحات، أي اعتماد التصنيف الموضوعي للقرآن.