كتاب (الاشباح والأرواح) هو الكتاب الاول في سلسلة تتناول اشكاليات الثقافة، والتاريخ الثقافي، والبحث عن الحقيقة وتأسيسها في العلم والعمل، وقضايا الحرية والإبداع الحر. فكل ما علاقة له بالحقية وتأسيسها في الوجود الانساني هو مجرد اشباح. والأرواح هي حقيقة الوجود التاريخ للأفراد...
كتاب (الاشباح والأرواح) هو الكتاب الاول في سلسلة تتناول اشكاليات الثقافة، والتاريخ الثقافي، والبحث عن الحقيقة وتأسيسها في العلم والعمل، وقضايا الحرية والإبداع الحر. فكل ما علاقة له بالحقية وتأسيسها في الوجود الانساني هو مجرد اشباح. والأرواح هي حقيقة الوجود التاريخ للأفراد الجماعات والأمم.، اي ارواح المثقفين الكبار من انبياء وخلفاء وعلماء وفلاسفة وفقهاء ومتصوفة وأدباء وشعراء، باختصار كل ارواح الثقافة الحية، ومهمة هذا الكتاب الاول لا تقوم في تتبع كل حيثيات الخلاف والصراع بين السلطة والمثقفين، بين إبداع المبدعين ودعاوي المرتزقة المحترفين، بقدر ما تقوم في البحث عن عقدها الفعلية والتاريخية من اجل المساهمة في إرساء أسس العلاقة الضرورية بين السلطة وأهل الثقافة بالشكل الذي يجعل منها علاقة معقولة ومقبولة من جانب السلطة والمجتمع والفرد. وبالتالي العمل من اجل تحويل الإبداع إلى كلمة الروح الفاعل، والروح الفاعل إلى الكلمة الفصل في معارك البحث عن الحقيقة وإقرار الحق. وهي معادلة ضرورية لتقويم وترسيخ تقاليد وعي الذات الثقافي المتحرر من ثقل السلطة أيا كان شكلها، سواء كانت بهيئة دولة أو نص أو عقيدة. لاسيما وأن المسار العام والخاص للتاريخ سوف يضع الجميع بالضرورة أمام إشكاليات الحرية، وسواء جرى وعي هذه الحرية على أساس أنها "المصير" الفردي للمثقفين والمبدعين أو مصير الدولة والأمة، فإنها تضع الجميع بالضرورة أمام امتحان تاريخي يصعب التحضير له بالمقاييس المدرسية أيا كانت تقاليدها ومستوى رقيها. وذلك لأن الحرية وإشكالاتها بالنسبة للمثقفين والمبدعين هي أولا وقبل كل شيء إشكالية وعي الذات. مما يضع بالضرورة مهمة التعامل معها بوصفها العصارة المتراكمة لكيفية حل المعادلة الواقعية بين السلطة والثقافة، وكذلك علاقة المؤسسة بالحقيقة. فإبداع الحقيقة والبقاء في عوالمها هو منبع أرواح الثقافات والأمم، وما عداه مجرد أشباح! من هنا، فإن المهمة الكبرى للمثقف والثقافة تقوم في تأسيس وبناء تكامل السلطة بمعايير الحق، والحقيقة بمعاييرها الذاتية.