-
/ عربي / USD
التَّاريخ سرد قصصي، أنشأه المؤرخ، (وهو كاتب، من لحم ودم، يحيا تحت كثير من المؤثرات)، من خلال الرُّواة، (رجال السَّند، وهم شخصيات أظهرهم الكاتب على الورق)، يروون أحداث الماضي، بأزمنتها وأمكنتها، فانتهى التَّاريخ إلى أن يكون قبل شيء، حكاية، وهو يدور حول رواية القصص، وليس مستودعاً للحقائق أو الوقائع.كان هدفي من تحقيق قصص الأنبياء للثَّعلبي، بعد الالتزام بقواعد التَّحقيق العلمي المعروفة، تخريج النَّصوص الإسلاميَّة من أصولها الكتابية، وهي الإسرائيليَّات التي نقل عنها القصَّاص، وهم مفسرون ومحدِّثون وأخباريون أوائل، وذلك للكشف عن الطبيعة السردية (القصصية الأسطورية) لتلك النَّصوص، وأنَّها نتاج متخيَّل مقدَّس ممتدٍّ في الماضي عميقاً، منذ السومريين والبابليين والأكاديين، وأوغاريت وكنعان، وقبل أيام الفراعنة في مصر، حيث أنتج السرد بارتباطه بالمقدَّس بناءً أسطورياً، اجتاز الاثنيَّات، كما اخترق الزمان والمكان، وتخلَّل في التراث اليهودي والمسيحي ثمَّ الإسلامي.وإلى أن يعيش العقل الإسلامي حاضره كما هو، ويقوى على تكييفه مثلما يريد، وإلى أن يسمِّي الأشياء بأسمائها، دون أن يتعلَّمها من غيره، نكون قد قرأنا الأساطير الإسلاميَّة بوصفها أساطير نبعت من خيال منتجيها، وليست حقائق مطلقةً صالحةً لكلِّ زمان ومكان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد