يعدّ 'كتاب الجندر ومباني السلطة التفسيرية في الإسلام' نهجاً جديداً وخطوة سبّاقة في دراسة تفاسير ما قبل الحداثة. حيث تقوم الباحثة 'عائشة جيسنجر' بتقديم مفصل لمواد التفسير المنسوبة إلى نساء والتي اقتبست في عدد من تفاسير القرآن السنية الكلاسيكية من القرن الأول الهجري وحتى...
يعدّ 'كتاب الجندر ومباني السلطة التفسيرية في الإسلام' نهجاً جديداً وخطوة سبّاقة في دراسة تفاسير ما قبل الحداثة. حيث تقوم الباحثة 'عائشة جيسنجر' بتقديم مفصل لمواد التفسير المنسوبة إلى نساء والتي اقتبست في عدد من تفاسير القرآن السنية الكلاسيكية من القرن الأول الهجري وحتى القرون الوسطى، وذلك لتحليل مكانتها وأهميتها بالنسبة للتفسير القرآني في فترة ما قبل الحداثة، لتثبت في نهاية الأمر أن مفاهيم التأويل الرئيسة في تفسير القرآن هي مجندرة. كما تقوم بجمع مواد تفسير لم تتم دراستها تفصيلياً من قبل، وتستعمل الجندر كأداة تدرس من خلالها هذه المواد، تستعرض الباحثة الإشكالات التاريخية المتعلقة بهذا النوع من الدراسات وهو الأمر الذي أدى إلى عدم اجماع المؤرخين على أهمية الجندر كأداة تحليلية في دراسة تاريخ الفكر الإسلامي، كما تسلّط الضوء على كون عائشة بنت أبي بكر المصدر النسائي الأبرز لمواد التفسير، وتبحث في أسباب ذلك وأهميته في صياغة السلطة التفسيرية كسلطة ذكورية. تقوم الباحثة أيضاً بتصنيف الأحاديث التفسيرية المنسوبة إلى نساء بطريقة تجعل من الفصل والتمييز الجندري مرئياً بالنسبة للقارئ، تكمن أهمية الكتاب بفرادة نهجه البحثي، وهذا ما يجعله بمثابة حجر الأساس والخطوة الأولى في دراسة تفاسير ما قبل الحداثة 'جندرياً'.