يشكِّل كتاب "السِّيمياء والتَّأويل" محاولةً للمزاوجة بين السِّيمياء الموضوعيَّة والتَّأويل الذاتيِّ، وبين عِلْميَّة المقروء وفاعليَّة القارئ. وهو مراجعةٌ للمدارس النَّقديَّة الحديثة في ضوء اهتمامها بهذَينِ الحقلَينِ، ومحاولة لتلمُّسِ الحدود المشتركة بينهما. ويمتاز...
يشكِّل كتاب "السِّيمياء والتَّأويل" محاولةً للمزاوجة بين السِّيمياء الموضوعيَّة والتَّأويل الذاتيِّ، وبين عِلْميَّة المقروء وفاعليَّة القارئ. وهو مراجعةٌ للمدارس النَّقديَّة الحديثة في ضوء اهتمامها بهذَينِ الحقلَينِ، ومحاولة لتلمُّسِ الحدود المشتركة بينهما. ويمتاز الكتاب بقدرته على مخاطبة القارئ المتوسِّط، ولكنَّه في الوقت نفسِهِ يُثري فهم القارئ المطَّلع، ويُثير أمامَهُ كثيراً من الأسئلة. ولا يُخفي المؤلِّف أنَّه يصل عند بعض النُّقاط إلى ما يمكن اعتبارُهُ نقطةَ قطيعةٍ مع الموروث السِّيميائيِّ. فهو لا يكتفي بطرح التَّصوُّرات والمفاهيم النَّظريَّة، بل يلاحقُها في لحظة اشتغالها الفعليَّة على النُّصوص، ويقابل بينها على مستوياتٍ متعدِّدةٍ، مضيئاً كلَّ مقتربٍ بما يماثلُهُ أو يخالفُهُ، ومحاولاً تقديم وجهة نظر شخصيَّة تتابع التَّفصيلات الدَّقيقة، دون أن تُغفلَ الانتباه إلى تمحيص أُسسِها.