ما زال موضوع الأقليات بمختلف أصنافها فاعلاً ومزمناً في مجتمعات الغالبية الإسلامية، ولا سيما في البحث عن أسس التعامل معها والصياغات القانونية والفقهية والتاريخية المركبة لذلك التشريع.يبدو أن كتاب الباحثة ملكي ليفي أهل الذّمة في صدر الإسلام من الإستسلام إلى التعايش يجتهد...
ما زال موضوع الأقليات بمختلف أصنافها فاعلاً ومزمناً في مجتمعات الغالبية الإسلامية، ولا سيما في البحث عن أسس التعامل معها والصياغات القانونية والفقهية والتاريخية المركبة لذلك التشريع.
يبدو أن كتاب الباحثة ملكي ليفي أهل الذّمة في صدر الإسلام من الإستسلام إلى التعايش يجتهد كثيراً في تجاوز لأسئلة التقليدية كيف؟ ولماذا؟ جرى بهذه الشاكلة التعامل تاريخياً مع أهل الذمة في المرحلة الجنينية من التاريخ الإسلامي إلى أسئلة أكثر غوراً متعلقة بالسياقات الحياتية والإجتماعية لطرفي المعادلة (الغالب والمغلوب)، وتعقب الكتاب المسألة الثقافية وتأثيراتها العميقة في صيرورة تلك الصور النمطية لأوضاع الشعوب المغلوبة بوصفها جزءاً من منظومات شرقية سابقة للإسلام، أسهم فيما بعد الإسلام بإستيعابها وتحوير وتطوير الكثير من عناصرها على المستوى التشريعي - النظري والعملي - الحياتي.