يمثًل كتاب "الملل والنَحل" للشهرستاني واحداً من أهمَ الأعمال العربيَة الإسلاميَة في الكتابة في "علم المقالات" ويعدَ تتويجاً لسلسلة من الأعمال الكثيرة التي سبقته في هذا الموضوع. ولا يتردَد الدارس المنصف لفرادة هذا الكتاب بالقول إنَه أهمَ موسوعةٍ في دراسة الأديان والعقائد،...
يمثًل كتاب "الملل والنَحل" للشهرستاني واحداً من أهمَ الأعمال العربيَة الإسلاميَة في الكتابة في "علم المقالات" ويعدَ تتويجاً لسلسلة من الأعمال الكثيرة التي سبقته في هذا الموضوع. ولا يتردَد الدارس المنصف لفرادة هذا الكتاب بالقول إنَه أهمَ موسوعةٍ في دراسة الأديان والعقائد، دراسةً موضوعيةً حياديةً. وكانت عبقرية الشهرستاني قد أملت عليه أن يدقَق في اختيار النصوص التي يقتبسها وفق منهج نقديَ، نعتبره "علميَاً".وقد اتَبع الشهرستاني فيه ثلاثة إجراءات في كتابته، هي الحياديَة والتصميف والتوثيق، جعلت من كتاب "الملل والنَحل" عملاً استثنائياً سابقاً على عصره، بل يمكن القول إنَها جعلته أهمَ موسوعة في الأديان والعقائد قبل العصر الحديث. فبهذه الخطوات خرج الشهرستاني عن الأهداف الضيَقة التي كانت المنهج المتَبع في الكتابة في علم المقالات، وقدَم لقرائه من جميع العصور والثقافات موسوعةً نقديةً حياديةً موضوعيةً حول تاريخ الأديان، تنطوي ضمناً، بل تستبق كثيراً من خصائص الموسوعة الموضوعيَة النقدية الحديثة.