-
/ عربي / USD
يمكن للقارىء العربي أن يتعرّف من خلال هذا الكتاب على هايدغر بوصفه مدرّساً للفلسفة، وأن يكوّن صورةً ملموسةً عن إمكانياته الاستنباطية الهائلة وقدرته على أن يربط أفكاراً فلسفيةً عميقةً بسياقات يومية في متناول الطلبة. إنه ينطلق من أسئلة معتادة وينتقل مع طلابه تدريجياً إلى طرح قضايا فلسفية شغلت بال مفكرين مختلفين.
تقدّم لنا مطالعة هذا الكتاب أيضاً فكرةً عن الكيفية التي كان يجمع فيها هايدغر بين مهامه الأكاديمية في البحث والتدريس وبين حواراته مع الفلاسفة وبخاصة مع الفيلسوف كٍنْت في كتابه نقد العقل المحض. كما إن قسماً هاماً من هذا الكتاب يقدم تأويلاً ثاقباً وعميقاً لعلم الطبيعة الرياضي الحديث من حيث هو قوة أساسية حاسمة للروح الحديثة، حيث كثيراً ما يتم إختزال علم الطبيعة الحديث في خصائص معينة.
وهايدغر لا ينفي هذه الخصائص، لكنه يؤكد أنها توجد أيضاً بشكل ما في العلم الوسيط والقديم، لذلك لا يمكن فهم الأمر الحاسم في العلم الحديث إعتماداً عليها فقط، بل لا بد من الوقوف على التحول الذي طرأ على فهم الإنسان الحديث للطبيعة؛ إن هذا التصور الجديد للطبيعة هو الذي جعل هذا العلم يهتم بشكل أساسي بالوقائع ويعتمد التجريب والقياس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد