-
/ عربي / USD
وبالعودة لمتن الكتاب نجد المؤلف قد سعى لرسم الإطار الذي نمت فيه الحركة الهندو-أوروبية وازدهرت العلوم الفيلولوجية، حيث مال إلى التركيز على فكر ريشار سيمون الذي وثق الصلة بين تفسير الكنيسة وإلزامية الوحي الإلهي، مؤكداً أن العناية الإلهية تفعل في التاريخ فعلها في النصوص الكتابية، وأن الكنيسة، بالتالي، هي الضمانة الوحيدة للعقيدة. ثم تلاه بنظرية روبرت لوث الذي وفق، من جهته، بين إعجاب المسيحيين بالعهد القديم وعلوم اللغة العبرية، لافتاً إلى أن الله يبارك جهود الباحثين في الكتابات المقدسة. وبعد جولة سريعة تناول فيها بإيجاز أبرز المدارس الفكرية التي أفرجت عنها الحركة الهندو-أوروبية، تحول إلى تحليل نظريات كل من هردر ورينان وماكس موللر وعولدزيهر وغراو، لكونها تمثل، في نظره، محطات مميزة في مراحل النزاع الهندو-أوروبي، قبل أن يختتم معلقاً على مسرحية موسيقية لفاغنير الذي أثرت عنه نزعة العداء للسامية. لقد أعجب هردر بالشعب العبري وأمعن في تذوق جمالية اللغة والشعر العبريين، لكنه نزع صفة الامتياز المطلق والاختيار الحصري عن الشعوب مطبقاً على الحضارات مبدأ النسبية، كما نحا باتجاه تعددية حضارية قوامها التوفيق بين الحتمية التاريخية والعناية الإلهية، ذلك أن هردر يعتبر الشعوب مدعوه في جلها، بحسب العبقرية الخاصة بكل منها، إلى التعاقب مداورة في جلها، بحسب العبقرية الخاصة بكل منها، إلى التعاقب مداورة على مسرح التاريخ العالمي من أجل تأدية الدول المعد لها من قبل العناية الإلهية. على أنه ما لبث أن غض من فكرتي التعددية والنسبية الحضاريتين بإعلانه أن الغرب المسيحي هو حامل الوحي بلا منازع مما يوجب إقصاء سائر الشعوب بما فيها السامية إلى مرتبة من القصور المستديم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد