بلغت "إلسا" السابعة والعشرين من العمر وما زالت عزباء، وما هذا إلا أحد أسباب الشكاوى الدائمة والمتعددة لوالدتها. لكن ثرثرة الأم ليست استثناء في البلدة الإيطالية التقليدية التي تعيش فيها "إلساط وعائلتها، والتي تدور الحياة فيها حول مصنع للقماش تمتلكه عائلة "دي فرانتشيشي".في...
بلغت "إلسا" السابعة والعشرين من العمر وما زالت عزباء، وما هذا إلا أحد أسباب الشكاوى الدائمة والمتعددة لوالدتها. لكن ثرثرة الأم ليست استثناء في البلدة الإيطالية التقليدية التي تعيش فيها "إلساط وعائلتها، والتي تدور الحياة فيها حول مصنع للقماش تمتلكه عائلة "دي فرانتشيشي".
في سرد اقتصادي إلى أقصى حد، مجرد من أي تفسير أو تعليق، ومبني بالدرجة الأولى على الحوار، تعرض "إلسا" قصة أفراد هذه العائلة، وصولًا إلى الابن الأصغر، الذي تلتقيه سرًّا في المدينة المجاورة مرتين في الأسبوع. على وقع الثرثرة المتواصلة في البلدة، يقول كاتب إيطاليا الأشهر "إيتالو كالفينو": "تحكي لنا "نتاليا" قصة صمتين يتداخلان، يبحثان عن التكامل، ثم يتصادمان".
ويتابع «كالفينو» عن رواية "جينزبورج" الشهيرة: "إن "أصوات المساء" هي قصة أناس يحاولون دفن أفكارهم، وتحديد هويتهم فقط من خلال الأفعال التي يقومون بها والكلمات التي يقولونها".
رواية ممتعة ومؤثرة، تتميز بواقعيتها الفعالة وسخريتها المبطنة.