وأنفعُ ما عالَج به المؤمنُ في أمر دِينه:قَطْعُ حُب الدنيا من قلبه، فإذا فعل ذلك هان عليه تَركُ الدنيا، وسَهُل عليه طَلبُ الآخرة...ولا يَقدِر على قَطعِه إلا بأداته.. أما إني لا أقول: أداته الفقر، وقلَّة الشيء،وكثرة الصيام والصلاة والحج والجهاد، ولكن أصل أداته:الفِكر، وقِصَر...
وأنفعُ ما عالَج به المؤمنُ في أمر دِينه: قَطْعُ حُب الدنيا من قلبه، فإذا فعل ذلك هان عليه تَركُ الدنيا، وسَهُل عليه طَلبُ الآخرة... ولا يَقدِر على قَطعِه إلا بأداته.. أما إني لا أقول: أداته الفقر، وقلَّة الشيء، وكثرة الصيام والصلاة والحج والجهاد، ولكن أصل أداته: الفِكر، وقِصَر الأمل، ومراجعة التوبة والطهارة، وإخراج العِزِّ من القلب، ولزوم التواضع، وعمارة القلب بالتقوى، وإدامة الحزن، وكثرة الهَمِّ بما هو وارِدٌ عليه.
هذا الكتاب واحد مع صغر حجمه وبساطة لغته إلا أنه من أفضل المداخل للتصوف.
عن المؤلف الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي البصري، سمي المحاسبي لأنه كان يحاسب نفسه. ولد سنة 170هـ في البصرة ويعتبر أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري.
«المكتبة الصوفية الصغيرة» سلسلة تضم عددًا من كتب التصوف الأساسية والمهمة، صغيرة الحجم، سهلة اللغة، بسيطة العبارة، تهم كل من يجذبه الحكمة والزهد والتصوف ولكنه لا يريد المجلدات الكبيرة والشروح المعقدة. أغلفتها وتنسيقها الداخلي جذابان ويجمعان بين التراث والتصميم المعاصر في أناقة وبساطة. حجم الكتب صغير ليسهل وضعها في حقيبة اليد أو الجيب.