من أعظم الصفات التي اتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي "الخلق الحسن" حتى قال الله تعالى فيه: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وهو القائل: "إنما بعثت بمكارم الأخلاق" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: حسن الخلق... ويصف الإمام عليه رضي الله عنه أخلاق رسول الله صلى الله...

من أعظم الصفات التي اتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي "الخلق الحسن" حتى قال الله تعالى فيه: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وهو القائل: "إنما بعثت بمكارم الأخلاق" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: حسن الخلق... ويصف الإمام عليه رضي الله عنه أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: إن الله سبحانه وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين" (الأعراف: 196) فلما علم أنه قد تأدب قال له "وإنك لعلى خلق عظيم" (القلم: 4) قلما استحكم له من رسول الله ما أحب قال: "ما أفاء الله على رسوله، من أهل القرى فلله والرسول ولذي القربى واليتمى والمسكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما آتكم الرسول فخذوه وما نهكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب" (الحشر:7).
وهكذا كانت أخلاق أهل البيت عليهم السلام الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسن فكانت مواقفهم التي جسدت أروع القيم الأخلاقية والإنسانية عاملاً مهماً في تربية المجتمع الإسلامي وسبباً رئيسياً في تزكية النفوس وصقل الأرواح بأعلى القيم وأسماها ولا تزال تلك المواقف عاملاً أساسياً لتتميم الرسالة المحمدية التي كان عنوانها ولا يزال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

فكل من أراد أن يتخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى عليه أن يرجع إلى تلك الجامعة العظيمة لأن كل موقف من مواقفهم جدير بالاهتمام والتأمل والتدبر لماله عن الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية والروحية...

من هنا جاءت فكرة هذا الكتاب الأخلاقي الذي اعتمد فيه أسلوب النقل –فقط- لبعض المشاهد التي جسد فيها أهل البيت رضي الله عنه الحلم والعفو مرة والكرم أخرى..