من الواضح الغنيّ عن البيان، ما وصلت إليه حال المسلمين، ولا سيما في هذه القرون الأخيرة، من الضعف والسقوط والذلّة، وتحكم الأجانب بهم، واستعبادهم، واستملاك أراضيهم وديارهم، وجعلهم خولاً وعبيداً، يستعملونهم في مصالحهم، إلى ما فوق ذلك مما لا يحيط به وصف. وإن السبب الوحيد هو:...
من الواضح الغنيّ عن البيان، ما وصلت إليه حال المسلمين، ولا سيما في هذه القرون الأخيرة، من الضعف والسقوط والذلّة، وتحكم الأجانب بهم، واستعبادهم، واستملاك أراضيهم وديارهم، وجعلهم خولاً وعبيداً، يستعملونهم في مصالحهم، إلى ما فوق ذلك مما لا يحيط به وصف. وإن السبب الوحيد هو: تفرق المسلمين، وتباغضهم، وتعاديهم، وسعي كل طائفة لتكثير الأخرى، فإذا اعتقدوا كفرهم لا محالة يسعدن في هلاكهم وإبادتهم، ما هو إلا الجهل المطبق، والعصبية العمياء. وقد أفاضت أقلام الأعلام والخطباء وطفحت الصحف والمؤلفات في هذا الموضوع حتى أوشك أن يكون في الأحاديث التي صار يحجّها الطبع وينبو عنها السمع. وقد وقع بين يدي السيّد مرتضى الرضوي مقالة وروت في مجلة "الرسالة المسجد" جاءت تحت عنوان "الشيعة وتحريف القرآن" وناشر المقال هو: محمد عبد الله السمان في مجلة أكتوبر المصرية في العدد الصادر في (1983/5/5) ومنها أخذت هذه المجلة السعودية هذا الموضوع ونشرته فيها. من هنا، وإحقاقاً للحق، وإظهاراً للحقيقة الجواب عما كتبه البحريني ونسبه إلى الشيعة الإمامية من خلال هذا الكتاب ليحقق السيد مرتضى وليؤكد على معنى الأخوة الإسلامية والوحدة بين الشيعة والسنة، وليورد رداً على ما جاء في تلك المقالة بالإضافة إلى إيراده آراءً للعلماء الشيعة الإمامية عن سلامة القرآن من الزيادة والنقيصة وثم نصّ للفتوى التي أصدرها محمود شلتوت في شأن جواز التقيد بمذهب الشيعة الإمامية ثم فقه الشيعة الإمامية وآراء الشخصيات إسلامية معاصرة عن الوحدة بين الشيعة والسنة.