يعتبر كتاب "الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل" للشيخ "ناصر مكارم الشيرازي" من الكتب القيمة في علم التفسير بما تضمنه من فنون ومواضيع هامة. ويتميز هذا التفسير بخصائص ومميزات ومزايا عدة، نذكر منها: أولاً: لما كان القرآن "كتاب حياة" فإن المصنف يركز –في التفسير- على المسائل الأدبية والعرفانية، بل بدلاً من ذلك عالج المسائل الحيوية –المادية والمعنوية- وخاصة المسائل الاجتماعية، وسعى إلى إشباعها بحثاً وتحليلاً، وخاصة ما يرتبط من قريب بحياة الفرد والمجتمع.
ثانياً: في ذيل كل آية تناول تحت عنوان "بحوث" المسائل المطروحة في الآية بشكل مستقل، كالربا، والرق، وحقوق المرأة، وفلسفة الحج، وأسرار تحريم القمار، والخمر، ولحم الخنزير، ومسائل الجهاد الإسلامي، وأمثالها من الموضوعات، كي يستغني القارئ عن مراجعة الكتب الأخرى في هذه المجالات. ثالثاً: عزف عن تناول البحوث ذات الفائدة القليلة، وأعطى الأهمية لمعاني الكلمات وأسباب النزول مما له تأثير في الفهم الدقيق لمعنى الآية.

رابعاً: عرض التساؤلات والشبهات والاعتراضات المطروحة حول أصول الإسلام وفروعه بمناسبة كل آية، وذكر الجواب عليها باختصار، مثل شبهة الآكل والمأكول، والمعراج، وتعدد الزوجات، وسبب الاختلاف بين إرث المرأة والرجل، ودية المرأة والرجل، والحروف المقطعة في القرآن، ونسخ الأحكام، والغزوات الإسلامية، والاختبارات الإلهية، وعشرات المسائل الأخرى، كي لا تبقى أية علامة استفهام عند مطالعة تفسير الآيات. خامساً: أعرض عن استعمال المصطلحات العلمية المعقدة التي تجعل الكتاب خاصاً بفئة خاصة من القراء، ولدى الضرورة تناول ذلك في هامش الكتاب من أجل استفادة المتخصصين.