ارتقى الشيخ الكليني رضي الله تعالى عنه، مكاناً مرموقاً ومنزلة عظيمة بين علماء الإسلام، فحمدت سيرته، وسار ذكره، وعظم صيته عندهم، وطارت شهرته إليهم،... فكان فقيهاً مجدداً، وعالماً متضلعاً، ومحدثاً ثقة، ومتكلماً بارعاً، وعقائدياً فذاً، عبقري التتبع، بصيراً، ناقداً، واسع...
ارتقى الشيخ الكليني رضي الله تعالى عنه، مكاناً مرموقاً ومنزلة عظيمة بين علماء الإسلام، فحمدت سيرته، وسار ذكره، وعظم صيته عندهم، وطارت شهرته إليهم،... فكان فقيهاً مجدداً، وعالماً متضلعاً، ومحدثاً ثقة، ومتكلماً بارعاً، وعقائدياً فذاً، عبقري التتبع، بصيراً، ناقداً، واسع المعرفة، مفرط النباهة، حاد الذكاء، اجتمعت في شخصه -مع العلم الغزير- صفات المسلم المؤمن، من ورع، وزهد، وتقوى، وعبادة، كل هذا مع صفاء السريرة، ونفاذ البصيرة، يزينها الولاء التام لعترة خير الأنام، ولهذا كان علماً من أعلام أهل بيت النبوة ومعدن الوحي ومهبط الرسالة، فاق أقرانه في كثير من العلوم، إذ له القدم الراسخ في الفقه والحديث والكلام، حتى صار مفزعاً للعلماء وموارداً عذباً للمحدثين والفقهاء الذين ما فتئوا يذكرونه بكل جميل.
وفي ما يلي بيان بعض آيات الثناء والذكر الجميل، أما حصرها ابتداء من عصره وإلى اليوم فهو من المعتذر علينا بهذا البحث، إذ لا نكاد نجد كتاباً رجالياً أو حديثياً مع كثير من كتب الأجازات والفقه والأًول والكلام خالية من الإجلال والتعظيم لشخصية الكليني الفذة، هذا فضلاً عن كلمات كبار العلماء من أهل السنة بهذا الشأن، مع اعتراف بعض المستشرقين بفضل الكليني وكتابه الكافي.