-
/ عربي / USD
بين مملكة الإنسان .. ومملكة الشيطان يبني رائد قاسم عالمه الروائي بشخصيات أصابتها لعنة الحياة ولعنة الموت في آن معاً ورسمت لكل منها مسارها المتعثر ومصيرها الآيل إلى عالم الشيطان، ويفعل ذلك الروائي عبر فضاء روائي فوق واقعي، فالأماكن الروائية غريبة، وإن تشابه بعضها مع أماكن واقعية، والشخصيات من الإنس والملائكة والشياطين، والأحداث غرائبية، ما يجعل الرواية تقترب من الواقعية السحرية، وتنتمي إلى حقل المتخيل الغرائبي، وإلى حقل الغيبيات أكثر مما تنتمي إلى حقل الواقع المادي الملموس.
تبدأ الرواية من لحظة سردية فارقة، عندما يفتح بطل الرواية "فارس" عينيه ليجد نفسه في مغارة مليئة بالأجهزة والمعدات، ومحاطاً بأشخاص غريبي المنظر، يدخل أحدهم إبرة في رقبته بسرعة خاطفة، يفقد على أثرها رشده وتظلم عيناه فلا يتمكن من رؤية أي شيء حوله، وعندما يستيقظ يعرف أنه أصبح في مملكة الشيطان عبداً وما عليه سوى تلقي الأوامر وتنفيذها، ويفهم ذلك عن طريق "شيخ البشر" الذي يقوم بتدريبه وإعداده لتقبّل وضعه الجديد مع آخرين تم خطفهم جميعاً من قبل الشياطين في ظروفٍ وملابسات مختلفة، وبطل الرواية هو واحد منهم. عندئذ تبدأ محاولات فارس للهروب من مملكة الشيطان عبر مغامرات شاقة ترافقه "مريم" التي يتعرف إليها في مملكة الشيطان بعد أن تروي له قصة دخولها إلى هذا العالم الغريب، يرسمان خطة للإفلات من قبضة الشياطين وينجحان في البدء بحياة جديدة في عالم البشر.
من أجواء الرواية نقرأ:
"فارس: - وكيف جئت إلى هذا العالم المخيف؟ - مريم: كنت قد مرضت بحمى شديدة، وارتفعت حرارتي بشدة، ولما عادت لطبيعتها أصبت بسكتة قلبية مفاجأة وعدّني الأطباء من الموتى، وعندما دفنني أهلي غادروا المقبرة استيقظت ووجدت نفسي في قبر ضيق موحش ومخيف. فارس: - يا للهول !!, تبكي ثم تستأنف رواية ما جرى لها (...)، - جاءني شيطان وخيرني بين أن أبقى وحيدة حتى الموت أو أن أسير معه إلى بلاده، فاخترت المجيء معه ويا ليتني لم أفعل ...".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد