يعد تفسير الميزان أخد أهم كتب التفسير المعاصرة للقرآن الكريم، وضعه العلامة الطباطبائي التبريزي (ولد سنة 1321هـ وتوفي سنة 1402هـ) وفق مذهب الشيعة الإثني عشرية، ونظراً لأهمية هذا التفسير عمل السيد "عبد الهادي النجفي" إلى إعادة اختصاره والإعتناء بإخراجه، ووضعه تحت عنوان (مختصر تفسير الميزان) مبيناً منهج العلامة الطباطبائي في التفسر، فهو في بداية تفسير كل سورة ينبه علي مكي الأيات ومدنيتها ثم يبين عرضها الأساسي الذي عالجته والأغراض التي تعرضت لها آياتها، مع اهتمامه باستقلالية السور في مضامينها ومقاصدها، ثم يوزع آيات السورة المراد تفسيرها على مقاطع قرآنية، وقد يكون المقطع أية واحدة أو بضع آيات ثم يشرح في الآية معاني المفردات، المقتضية بياناً لغوياً بالقدر الذي يعين على بيان المعنى وكشف المقصود، ويذكر الإعراب والصورة البلاغية في بيان نكتة أو فائدة، ويذكر أقوال المفسرين، ثم يبدأ السياق الذي استخدمه في بيان المعنى.
ومن منهجه بشكل بارز، الإستعانة بمنهج تغسير القرآن بالقرآن في فهم كلام الله والوقوف على معانيه، وفي ضوء هذا المنهج يبين لنا الشارح جملة من المفاهيم القرآنية التي تقوم بمعارضة الآيات الناظرة بالنهج الموضوعي، وكذلك طرح الشبهات، ما عدا عناية العلامة الخاصة بسياق الآيات وكشف مدلول الكلام وفق منهجه المعتمد القواعد الشرعية واللغوية والبراهين العقلية...