-
/ عربي / USD
لقد أرسى الإسلام العظيم أُسس ثورته الثقافيّة العملاقة على قواعد علميَّة تضمّنها القرآن الكريم وطبّقها الرسول العظيم وأهل بيته الميامين، وذلك من خلال تربية علماء صلحاء يفقهون الشريعة ويعملون بها ولا يألون جُهداً في تبليغها وتعليمها من يرونه مستعدّاً لحمل هذا العبء الرساليّ العظيم.
وبالرغم من كلّ الضغوط وأنواع الإضطهاد الّذي مارسه الحكّام الطغاة والمستعمرون في حقّ كل الحوزات العلميّة لقلعها أو تحجيمها أو حرفها عن مسيرتها الربّانيّة الحقّة، استطاعت أن تصمد أمام كلّ هذه الأعاصير الصفراء متّجهة نحو الرقيّ والكمال مستجيبة لحاجات العصور على مدى الأجيال، ومجيبة على الأسئلة والشبهات المثارة من قبل الأعداء أو الأصدقاء، كلّ ذلك لما كانت تمتلكه من مرونة وانفتاح وقدرة فائقة على النموّ والإبداع.
والخصائص الّتي تمتاز بها الحوزات العلميّة المتطوّرة تتجلّى اليوم في ما يلي:
١- اهتمامها بجميع روافد المعرفة والثقافة الإسلاميّة، والتحقيق المستمرّ والعمل العلمي الدؤوب في مختلف فروع المعرفة الإسلاميّة.
٢- الإبداع والتجديد المستمرّ في أساليب التدريس وتدوين الكتب الدراسيّة الّتي تتطلّبها حاجات العاصر بنحو يحقّق التطوّر العلمي بإستمرار وينّمي قوّة الإبداع إلى جانب تعميق المفاهيم وحفظ الأصالة والإرتباط التامّ بالتراث الإسلاميّ العريق.
٣- الإنفتاح على معضلات العصر وقضاياه والتصدّي لكلّ الشبهات المستحدثة والإجابة على الأسئلة الّتي تتولّد بإستمرار بنحو يوفّر للحوزات العلميّة عنصر مسايرة الزمن أو التقدّم عليه على أسس قرآنيّة علميّة ومبان عقليّة قويمة.
ومن هنا تبنّت المنظّمة العالميّة للحوزات والمدارس الإسلاميّة المنهج العلمي المتطوّر في نظامها الدراسي وأساليب التدريس وتدوين الكتب الدراسيّة في مختلف فروع المعرفة الإسلاميّة مستفيدة من الجهود العلميّة الجبّارة للعلماء والمحقّقين والمؤلّفين الّذين انتديتهم لتحقيق هذه الأهداف السامية.
وقد روعيت في الكتب الّتي تبنّت المنظّمة تأليفها أو تدوينها ما يلي:
١- مراعاة الأهداف المتوخّاة في كلّ درسٍ من خلال الإلتزام بالمنهج المقرّر لكلّ مادّة دراسيّة.
٢- مراعاة المستوى العلمي للطلبة في كلّ مرحلة من المراحل الدراسيّة.
٣- مراعاة الإنسجام فيما بين الكتب الدراسيّة لكلّ مرحلة دراسيّة مع الإجتناب عن ملل الإطناب وخلل التكرار.
٤- مراعاة أصول التدوين الدراسي.
إنّ هذا الكتاب تأريخ الإسلام (١) يشكّل مفردة من هذه المنظومة الدراسيّة الّتي قرّرتها المنظّمة للمرحلة العامّة ومن هنا نتقدّم بالشّكر لسماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد منذر الحكيم الّذي تصدّى لتأليف هذا الكتاب ولجميع من ساهم في إخراجه سائلين من الباري لهم ولجميع المؤمنين التوفيق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد