يمثل هذا الكتاب نموذجاً بارزاً للبحث العقيدي الإيجابي حيث يتضمن حوارات متنوعة ومتتالية، أجراها أحد الباحثين الأردنيين مع علم بارز من أعلام مدرسة آل البيت عليهم السلام، وأحد أعمدة الحوزة العلمية العريقة في النجف الأشرف، سماحة المرجع الديني "محمد الطباطبائي الحكيم" الذي أثرى المكتبة العربية والإسلامية بمجموعة من الكتب والبحوث العلمية والثقافية المتنوعة، والمعروف بانفتاحه على قضايا الأمة وهمومها.

وسوف يلمس القارئ في إجابات السيد الحكيم العمق والموضوعية العلمية والنفس الطويل الهادئ، البعيد تماماً عن التشنج والمصادرة، وهو ما حفز المحاور إلى متابعة حواره وتنويعه، ليكتمل نتاجاً ضخماً ثرياً في مضمونه، ومبدعاً في منهجه، فاتحاً أفقاً رحباً للعلماء والباحثين المسلمين من مختلف اتجاهاتهم ومذاهبهم في تعاطيهم لقضايا الفكر والعقيدة، وانفتاحهم على بعضهم بما يساهم في وحدة الصف الإسلامي وتقوية أواصر اللحمة الإسلامية.

وفيما يلي ذكر لبعض الأسئلة التي رد عليها سماحته في هذا الكتاب: قضية تكفير الصحابة أو تكفيرهم من جهة الشيعة هل هو صحيح النسبة لهم؟ الاستدلال عند الشيعة بوجوب نصب الإمام استدلال باللطف الإلهي، وهو وجوب العدل بين الناس من خلال الإمام لكن ألا يعارضه الآن خلو الناس من إمام عادل، فيسقط الاستدلال باللطف الإلهي؟ ما وجه الدلالة بحديث العترة على وجوب نصب سيدنا علي عليه السلام للإمامة؟ الإمام المهدي المنتظر عند السنة هو غير الإمام المهدي عند الشيعة. هل يمكن القول بصحة الرأيين معاً أو لا؟ خبر الآحاد ولا يعمل به في أصول الدين عند الشيعة، وهم لا يعرفون أن تشخيص الأئمة ثابت بالتواتر، فإن كان تشخيص الإمام يثبت بخبر الآحاد، فلا يجب العمل به من حيث إتباع الإمام المشخص؟