-
/ عربي / USD
إن الإنسان بطبعه موجود فضولي باحث عن الحقيقة في عالم من حوله مليء بظواهر الخلق اللامتناهية.
ولا عجب في ذلك، لأن القرآن الكريم هو الذي دعاه إلى التفكير في نفسه وفي الظواهر العظيمة من حوله. قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد".
ومنذ القدم سعة الإنسان بجد للإطلاع على كنه الروح، وتوسل بالبراهين والأدلة لإثبات وجود الروح والتعرف إليها، واعترف بوجود موجود آخر غير الجسم المادي أي الروح. لكنه بقي عاجزاً عن إدراك حقيقتها. قال تعالى: "ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".
ورغم أن الإنسان لم يحصل على جواب تفصيلي لسؤاله ما هي الروح، لكنه حصل على حقائق حول الروح، وهي أنها موجودة، وأنها واقعية، وأنها ليست من سنخ الموجودات المادية، وأنها موجود غير محسوس، وأنها لا تدرك بالوسائل المادية، وأن معرفتها نوع من المعرفة العقلية، أو بتعبير آخر معرفة بالآيات والأنية، تمكن ملاحظة آثارها ودلالاتها، ولمس وجودها من خلال ذلك. وعليه فإن معرفة الروح غير متاحة إلا عبر هذا الطريق.
وهنا يطرح هذا السؤال وهو أن الإنسان الذي يواجه الموت جسدياً ومادياً، ويفنى هيكله الجسماني ويتبدل، فهل يحل ذلك بالروح أيضاً، أم أنها باقية ويبقى الإنسان ببقائها؟
يأتي هذا السؤال في سياق خصوصية الإنسان التي تحدثنا عنها من حب الاستطلاع والبحث والتدقيق، والسعي إلى اكتشاف الأسرار والخفايا التي يحفل بها عالم الوجود، فيسأل: هل تبقى الروح دون الجسد؟ وإذا كانت الروح باقية بعد الموت، فأين تبقى؟ وهل يمكننا الاتصال بالأرواح والتعامل معها؟
من خلال هذا الكتاب تم طرح البحث والشرح والتوضيح لهذا السؤال في ثلاثة أقسام ومحاور: ما هو البرزخ؟ الحياة البرزخية، الارتباط بالبرزخ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد