مفاتيح الغيب كتاب صنفه الحكيم الإلهي والفيلسوف الرباني صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي الملقب بصدر المتأهلين وضع إظهار معاني القرآن والإشارات النبوية والأسرار الإيمانية واللوامع الحكمية واللوائح الباطنية وهي جميعها متعلقة بعجائب التنزيل السبحاني وغرائب التأويل القرآني وعنها تنكشف بدائع مسائل العرفان، وينشعب منها مجامع جوامع الحكمة والبرهان.

والمتأمل في هذا الكتاب يجد أن قسمه الأعظم ينصب على دراسة المشاكل الكونية والوجودية لأن الفلسفة عند صدر المتأهلين امتداد لتفسير القرآن، الذي هو امتداد لفلسفة الوجود. وسمي الكتاب (مفاتيح الغيب) لاشتماله على مفاتيح غيب الوجود ومفاتيح غيب القرآن. ويبدو في الكتاب أثر الفلسفة الإشراقية، إضافة إلى أثر العنصر السلوكي والديني.

وقد أورد المؤلف في كتابه عناصر من الفلسفات الماضية والآراء العرفانية والمعطيات الدينية والتفسيرات والآراء الكلامية وهو في معالجته للمسائل الكونية يفعل ذلك بطريقة مبتكرة غير مسبوقة فهو ينطلق من مبدأ تطابق العقل والشريعة، وتطابق القرآن والوجود. والكتاب ينطوي على عدد من الافتراضات المسبقة التي هي نتاج بحوث فلسفية أخرى.

يحتوي الكتاب على جزءين وقد اعتمد السيد "محمد خواجوي" في تصحيح هذا الكتاب على ما توفر لديه من نسخ ثلاث قابلها ببعضها، وعلق حيث يقتضي الأمر. كما عنى بوضع مقدمة وفهارس للكتاب.