"مجالس المؤمنين" واحد من كتب أعلام الشيعة الإيرانيين وهو للقاضي الشهيد نور الله المرعشي التستري (توفي سنة 1019ه)، وهو كتاب فريد في نوعه، عجيب في بابه، جمع إلى جانب الترجمة التي هي موضوعه الأصيل نكات في التاريخ والعقائد والفقه والأصول والفلسفة والعرفان لم يذكرها أحد من القوم، وترجم لرجال من الشيعة ما كان أحد من الأعلام ليعبأ بهم، أو يشرح حالهم، وهم ما بين شاعر وفيلسوف وحاكم وصوفيّ، وقد تغلغل السيد التستري في أعماق الذين ترجم لهم واستخرج منها أعلاقاً ثمينة، ذاكراً مناقبهم بشعره وأحوالهم في ترجماته.

وهكذا وضع السيد التستري كتابه هذا دائراً على اثني عشر مجلساً، في كلّ مجلس منها يترجم لطائفة من رجالات التشيّع كالملوك والوزراء والأمراء والعلماء والفلاسفة والمتصوفة والشعراء وغيرهم.

تبدأ المجالس بتعريف التشيّع والفرق بين الشيعة الإمامية الإثني عشرية وبين غيرهم كما تم استعراض جانباً من حججهم وردودهم على خصومهم، وعبارات وشذرات من طرائفهم وأقاولهم وحكاياتهم الممتعة، وعرض لجغرافية تواجدهم ، ومرّ على بلادهم المقدسة فذكرها بلداً بلداً، كما ذكر القبائل المشهورة لولائهم وعلق على نسبة "علي المرعشي" وولادته في مدينة شوشتر وأطنب في ذكرها وتعداد محاسنها وعرّف بأكابر الشيعة من الصحابة وهو مجلس حوى مقدمات نافعة في ذكر طوائف الصحابة، والتابعين من الشيعة والمتعلمين منهم ... وأشياء أخرى ذات صلة من بينها أنه " بسببه حُكم على المؤلف بالموت والتعذيب".