شارك هذا الكتاب
شرح بداية الحكمة
(0.00)
الوصف
لمّا ثبت كون حقيقة الإنسان حيواناً ناطقاً، وقد ثبت كون الناطقية نصلاً للإنسان؛ فإن النطق من خصائصه الذاتية، لقيام النطق بالقدرة على الفكر والتفكير، وهما من خصائص العاقل؛ فالإنسان في الحقيقة حيوان عاقل؛ لأنه يعقل ويدرك ماحوله، وقادر على تحليل الأحداث وربط بعضها ببعض،...

لمّا ثبت كون حقيقة الإنسان حيواناً ناطقاً، وقد ثبت كون الناطقية نصلاً للإنسان؛ فإن النطق من خصائصه الذاتية، لقيام النطق بالقدرة على الفكر والتفكير، وهما من خصائص العاقل؛ فالإنسان في الحقيقة حيوان عاقل؛ لأنه يعقل ويدرك ماحوله، وقادر على تحليل الأحداث وربط بعضها ببعض، والتجربة والاستنتاج، وهذه الخصائص لم ولن تفارق الإنسان؛ لأنها من ذاتياته وبعضها من لوازمه الذاتية غير المفارقة له, وبفقدانها يفقد الإنسان توعيته وحقيقته. وإن التعقل والتفكر من لوازم الفلسفة؛ بل ليست الفلسفة سوى التفكر والتعقل، وكل ما عدا ذلك فهو سفسطة واتّباع هوى، إذ "العقل ما عُبِد به الرحمن واكتسب به الجنان"، فلإنسان فيلسوف وحكيم بطبعه وذاته؛ إلّا أنّ الفلسفة لما كانت عبارة عن مسائل وأحكام وقوانين كلية عامة، ومسائل وأحكام وقوانين جزئية؛ والمسائل والقوانين الجزئية أمور تخصصية لا يتسنّى لكل أحد خوض غمارها والتفرع لمعرفة تفاصيلها؛ فقد اختص بالتفرع لها والاتصاف بها طائفة خاصة محددة في كل زمان ومكان، وأصبح علماً خاصاً له مصطلحاته وقواعده، لكنها بقيت قواعد عقلية تتفق عليها العقول في معظمها، ولهذا فإن الإنسان لابتلائه الدائم والمستمر بالأحكام اللعامة الكليّة للفلسفة، كان فيلسوفاً من هذه الجهة، ولأنّه لا يكاد ينفك عن هذه المسائل والأحكام، كمعرفة حقيقة الوجود والحياة، وحقيقة الموجود بما هو موجود؛ ليعرف غايته من الحياة، وكمعرفة الخالق وصفاته، وعالم الدنيا وعالم الآخرة، والحياة في كليهما وأصول ما يتعلق بموت الإنسان ونشره وخلقه وإيجاده، وهلّم جرّا، لهذه المسائل. ولأنه لا يكاد ينفك عنها – كان حكيماً إلهياً بذاته.
ثم إنّ الفيلسوف يعالج هذه المسائل الكلية العامة والجزئية الخاصة، بالعقل والبرهان المحضين إن كان مشائياً بحثاً، ويجيب عن كل ذلك بطريقة علم اليقين، كما يعالجها بالكشف والمعاينة إن كان إشراقياً، ويجيب عنها بطريقة عين اليقين، ثم إنّه يعالجها بمزيج من عالم اليقين وعين اليقين إن كان حكيماً إلهياً، والاولى طريقة أرسطو ومن تبعه، والثانية طريقة أفلاطون وأتباعه، وأمّا الثالثة فهي طريقة صور المتأهلين وأتباعه.
من هنا يأتي هذا الكتاب الذي مضى فيه المؤلف، العالم الطباطبائي، ليقوم للطالب مجهوداً مباركاً غاية في التلخيص والإيجاز، وهو أفضل ما كتب في هذا المجال، لذا فقد أصبح جزءاً لا يتجزأ من مناهج الدراسة في الحوزة العلمية، كما أنّه بات من أعمدة المناهج الفلسفية فيها.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تم الإعتناء به شرحاً وتحقيقاً والهدف تعميم فاندته بأسلوب مبسّط وبشرح يستفيد منه طلاب الفلسفة والباحثين في هذا المجال، وذلك من خلال رفع الإبهام وإزالة الغموض عن مطالبه، ويضفي عليه بهذا الأسلوب المبسّط سهولة فيدركه ذهن طالب الفلسفة والحكمة الإلهية.

التفاصيل

 

سنة النشر: 2015
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 640
عدد الأجزاء: 2
الغلاف: Casewrap Hardcover
الحجم: 17x24
الوزن: 1220g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين