-
/ عربي / USD
أعدّت الشريعة المقدّسة على سبيل التأسيس تارة وعلى سبيل الإرشاد إلى حكم العقل أو العرف وسيرة العقلاء تارة أخرى منهجاً سلوكياً يتكفّل برقي الإنسان وتعاليه إلى أقصى وأعلى مدارج الكمال ومراتب قرب ذي الجلال، فيطير الإنسان ويعرج إلى السماء بجناحين، جناح العقل، وجناح الشرع، وكلاهما ذو حقيقة واحدة إذا ما حكم به أحدهما حكم به الآخر. والتلازم بينهما ذاتي لا يقبل الانفكاك بوجه من الوجوه. وإن من المؤمنين رجالاً استفرغوا وسعهم وبذلوا غاية جهدهم لنيل المعارف الإلهية واكتساب الفضائل السلوكية، فنالوا مناهم، وحققوا ما أملوا وفازوا بكلتا الفضيلتين من كمال العقل وكمال النفس، إذّ العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء، ولولا تهذيب النفس لم تكن قلوبهم أوعية صيّرها أوعاها، ولم تستحق حينئذٍ أن تكون ظرفاً للعلوم والمعارف الإلهية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد