كيف تبدو أربع وعشرون ساعة من حياتنا في مجتمعنا الرقمي؟
جحيم تشتت الانتباه: مئات الرسائل، والتغريدات، والأخبار، والإشاعات، والصور، والفيديوهات والتنبيهات والمحفزات...
الأجهزة الرقمية تنادينا، تخطفنا، تتملّكنا، تأخذنا رهائن، وتحوّلنا إلى سجناء للشاشة على مدى ساعات اليوم.
لقد أصبحنا أسماكاً حمراء، تلك الكائنات الغبية التي تدور من دون توقف في إنائها الزجاجي، مفرغين من كياننا، عاجزين عن الانتظار والتركيز، مكشوفين، غارقين في محيط مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، وخاضعين لسيطرة الخوارزميات والروبوتات.
لقد خلقت الإمبراطوريات الاقتصادية عبودية من نوع جديد، بإصرار لا يلين. ويكمن، في قلب هذه المنظومة الرقمية، وفي قلب حياتنا اليومية، مشروع خفي: إنه اقتصاد الانتباه المرتكز على زيادة إنتاجية وقت المشاهدة بغية استخراج المزيد من القيمة الربحية.
فلنخرج من إنائنا الزجاجي ولنقل لا لهذا الإدمان الجديد ولمراقبة عقولنا من قبل الشركات العالمية الكبرى، ولنتعلّم كيف نتصدّى لها.
ولنسترد السيطرة على حياتنا، وعلى وقتنا، وعلى حريتنا.
ولنقرأ هذا الكتاب القيّم في نسخته الورقية، من دون هاتف ذكي في متناول اليد!