-
/ عربي / USD
ليس أقربُ إلى حقيقةِ ديانةٍ ما مِن أنْ تتحدّثَ كُتْبُها المقدَّسةُ عنها، و"الكتاب المقدَّس"، فوق إحتوائه على النصوص المسيحيّة المقدّسة المعروفة باسم "العهد الجديد"، يحتوي على النصوص اليهوديّة المقدّسة المعروفة عند المسيحيين باسم "العهد القديم" والتي يدعوها اليهودُ "التنّاخ"، وهذا الكتاب الذي بين يديك هو عُصارة جُهدٍ كبير لسنينَ عديدةٍ من البحث في نصوص "التنّاخ" والتلمود الذي يعتبرُه اليهودُ "التوراةَ الشفهيّة"، وكلُّ مقولةٍ جاءت فيه أتبعْناها بالنصِّ الأصلي المقدّس عند أصحابه، حتى يتسنّى للباحث الرجوع إلى تلك النصوص في مَظانِّها الأصيلة بمنتهى اليسر، وكُلُّ نصٍّ لإحدى الديانات السماوية الثلاث أشَرْنا إلى ما يُقابله مِن نصوص الديانتين الأُخرَييْن، حيثُما اقتضتِ الضرورة.
ولئن جعلتِ المسيحيةُ الحاضرةُ من البشرِ إلهاً، فلقد جعلت نصوصُ العهد القديم التي بين أيدي الناس من اللهِ بشراً، بل وكأحطِّ ما قد يكونُ عليه بشرٌ أحياناً، وبالمِثْل، فلقد جعلتِ اليهوديّةُ من رُسُلِ الله؛ وهم المعصومون في تبليغ رسالات ربِّهم، والمَثَلُ الأعلى الذي يقتدى به الناسُ جميعاً؛ جعلت منهم مَن هو أسوأَ قدوةٍ لبشرٍ، وما هكذا هي الأُلوهيّةُ ولا رسالاتُ السماء، هذا بينما جعلت اليهود فوق مستوى البشر.
ومثلَما وجدْنا، في النصوص اليهودية السائدة، أنّ الله قد صار بشراً، أو كالبشر، فلقد وجَدْنا في المسيحية الراهنة البشرَ الذي صار إلهاً، حتى أنْ بزغ نورُ الإسلام بالتوحيد الحَقّ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد