-
/ عربي / USD
يخرج قارئ هذا الكتاب بفهم للثقافة الإسلامية في العصر الوسيط وما قبل الحديث يختلف تماماً عن تصوّر الحداثيين العرب والمسلمين الذين حقّروا الماضي ورفضوه بإعتباره فترة ركود وإنحطاط، وهم عندما ربطوا بين الفقدان السياسي للمركز العربي للإمبراطورية الإسلامية بعد غزو المغول لبغداد عام 1258 وبين الإنحطاط الثقافي، فشلوا في الفصل بين التفكك السياسي وبين الرواج والتبادل الثقافي المستمر عبر أنحاء العالم الإسلامي.
يركّز النصف الأول من هذا الكتاب على ديناميات الثقافات وتشكلاتها وإنتاجها، بينما يفحص النصف الثاني الوساطة الإنسانية ومواقع الإنتاج النصّي الجماعي، كما يخصّ بالعناية البلاغة والرسائل المتعلّقة بالحجاج أو الجدل بوصفها قوّة دينامية داخل مجتمعات القراءة وميدان الحكم والسلطة والحياة الشعبية.
ومن أجل رسم خريطة المشهد الثقافي الإسلامي وتحليله، يثبت الكتاب حجّته من خلال أربع قضايا أساسية: القضية الأولى هي شبكة الرحّالة والعلماء والشعراء والحلقات والتجمّعات وكذلك الكتب والنقاشات التي ولّدت أفكاراً ومواقف متعدّدة الأوجه في شكل شروح وحواشٍ ومعاجم... أما القضية الثانية فهي تثمين دور المتخصصين والعلماء والشعراء وقتما ظهر أثرهم في موقع للنقاش العام أو الخاص، والقضية الثالثة هي محاولة لتفسير صعود أنماط معيّنة من الكتابة والخطاب واللّفظ.
والقضية الأساسية الرابعة تختصّ بالمنهجيات التي خلّدت وأطّرت تصنيفات العقلاني والكلامي والسفي أو كما لخّصها السيوطي: طريقة العرب، وطريقة العجم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد