الى جانب موضوعات الحداثة والتنوير والشبكات، يطرح الكتاب أسئلة حول التغيير والتحولات الجارية في المجتمعات العربية، التي تحكمها مجموعة عوائق وصعوبات، مرتبطة بكيفية تفاعل النخب والأنظمة مع ما يجري في العالم. يقارب الكاتب هذه الموضوعات، باعتباره أن الثقافة العربية تمثل مقدمات وأصول الثقافة الغربية الحديثة والمعاصرة، مع مساهمة اجيال من النهضويين والموسوعيين والكتّاب العرب في تطوير الرصيد العربي. إذ يشدد الكاتب على ضرورة أن لا ننكر مكاسب ومنجزات هذه الثقافة والأدوار التي قامت بها في سبيل تطوير فكرنا المعاصر، وأيضاً، على ضرورة النظر الى منتوج هذه الثقافة بصفته رافداً هاماً من الروافد التاريخية المتحوّلة وخلاصة أشكال «مثاقفة حصلت بيننا وبين الآخرين». يأتي الإصدار في سياق مشروع الكاتب، بتطور ورصد المفاهيم داخل حقول وشبكات المعرفة ومن ضمنها إشكالات التغيير والتنوير، واعادة بناء قيمها، الى جانب مواجهة النظرة المحافظة للتراث وحرية الفكر وترسيخ قيم التنوير.