في كتابه "الفاطميون" يتحرى الدكتور إبراهيم بيضون الفاطميين ودعوتهم والتيارات المناؤة لهم والحركات السياسية التي رافقت نشأة دعوتهم ومن أبرزها الحكم الأموي في الشام، وتضعضع سيادتهم في المغرب الأمر الذي جعل من مصر الأرضية المناسبة لبناء دولتهم، على الرغم من تحفظ المصريون على دعوتهم فالمؤلف يعتبرهم جاؤوا إلى هذه البلاد فاتحين وليسوا غزاة، بما تعنيه الصفة الأولى من حوافز تغييرية، كان المشرق الإسلامي في أمس الحاجة إليها برأيه...
ومهما يكن من أمر فقد تصدت هذه الدراسة لإشكاليات، ربما لم تلفت إليها، أو بعضها، الدراسات السابقة التي خاضت في الموضوعة الفاطمية. من هذا الباب حرص الكاتب على دراستها، في ضوء منهج نقدي إنسيابي، يرصد الإشكالية في السطور وما بينها، باعتماد رؤية تحليلية، تكتنه منطق الحدث، وليس الحدث نائياً عن التفكيك والمساءلة، فضلاً عن الشك بالأخبار المدخولة أو الواهية، مع الحرص على استخدام الرواية، والمعلومة، بما يؤدي إلى نتائج غير قطعية، ولكنها تحمل في صميمها إضاءات، تقارب ما أمكن الحقيقة التاريخية.
يقسم الكتاب إلى قسمين: يتحدث القسم الأول عن: الدعوة والدولة، ويدرس القسم الثاني: خصوصية النمط الحضاري: من خلال العناوين الآتية: 1- عاصمة جديدة لمشروع حضاري كبير، 2- الخلافة، 3- الوزارة، 4- الإدارة، 5- القضاء، 6- الجيش والعلاقات الخارجية، 7- المجتمع والإقتصاد، 8- الثقافة والفنون، وأخيراً: خاتمة عن: الخلفاء الفاطميون.