-
/ عربي / USD
"راوند لور اكتفى في أعوامه الثمانين، بخاصيَّة اللمس وحدها. الذوق نفسه غدا لمساً. إصبعه تنتقل من الطعام إلى فمه، ومن التراب إلى فمه، ومن السطور، التي لا يراها في كتابه المهترئ، إلى فهمه. يقرأ بلسانه-لسان المعتزل في الدهليز ذي النقوش الخضراء على الصفيح الفضة، تحت الأربعة الأعمدة في بهو بهو البيت الفارة. وقد أصغى قليلاً إلى الجلبة التي تدحرجت خافتةً صوت مرقد يقينه ففتح فمه".
يواصل الروائي والشاعر سليم بركات خوض ذلك العالم، الواقعي والمتخيل في آن، عالم الأكراد بطقوسه الغريبة وتقاليده الساحرة، مازجاً بين الطرافة والمأساة. يكتب سليم بركات ما يشه الملحمة الكردية، ولكن عبر اعتماد اللغة العربية المترسخة في لا وعيه الشخصي، تلك اللغة التي استطاع أن يفجّر أسرارها، ويكشف خفاياها، ويرتقي بها إلى مصاف الدهشة والإبداع، في هذه الرواية يسترجع سليم بركات بعض ذكريات الأرض الأولى بأحداثها الطريفة وأجوائها الأليفة والقاسية، ويعيد تأليفها عبر كيمياء مخيلته السحرية، فإذ هي رواية الغربة والإقامة، رواية الماضي والحاضر، رواية الأسى والرجاء.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد