كتاب "الطليعة من شعراء الشيعة" من أشهر مؤلفات المؤرخ "محمد السماوي"، فقد تردد ذكره في الأوساط الثقافية والأدبية كمصدر أدبي لا يستغنى عنه. وبالرغم من أن عنوان الكتاب يبين بوضوح مضامينه وموضوعه. فالمؤلف التزم فيه ترجمة بعض من حصل على معلومات عنه من الشعراء الشيعة، فكراً ومعتقداً، واقتصر فيه على من كان منهم أماميا إثني عشرياً فقط. وعرض فيه ترجمتهم وبعض أخبارهم بشكل موجز، مركزاً على إيراد نماذج من أشعارهم، وقدم كل ترجمة بموجز من التعريف كتب أغلبه بالسجع، ووشاه بما عرف من القدرة على الاستطرادات الأدبية الرائعة.

ويمكن تلخيص منهجية المؤلف في كتابة تراجمه بما يلي: أولاً: يختار لكل شاعر نموذجاً من شعره بما يتناسب، فيختار أبيات ويترك أخرى من القصيدة الواحدة، ثانياً: يختار بعض التخاميس، فيضع أشطر المصدر الثلاثة ويتبعها بصدر البيت المشطّر ويترك العجز محيلاً إلى أصل القصيدة. ثالثاً: ينقد الشاعر ويضعه في درجته، فيقول جيد ويقول وسط، ويقول هذا على السليقة.. وهكذا، كما ينقد القصيدة نفسها ويذكر من عارضها ويشير إلى المعارضة دونهما، أو أحسن منها أو بمستواها. رابعاً: جل اختياره لنماذج من الشعر المحفوظ في الدواوين المخطوطة، أما المطبوعة فلا يأخذ منها إلا القليل، كما أن أكثر اختياره للنماذج التي لم تنشر بعد، رغم إن اختياره قد يكون لقصائد ركيكة، مفضلاً بذلك التوثيق على قوة الشعر. خامساً: ينقل المعلومات ويشير إلى بعض مصادرها ويهمل أكثر المصادر دون الإشارة إليها. سادساً: يتصرف بعض الكلمات في القصائد. سابعاً: بعد أن تم المؤلف كتابه، أخذ يضيف إليه ما يحصل عليه من تراجم أو تكملة للتراجم السابقة، فيضع علامات في الأصل ويكملها في الهوامش، فأصبحت الهوامش أضعاف ما في المتن وتحمل علامات كثيرة ومتنوعة قد تتشابه في بعض الصفحات ولهذا عني المحقق "كامل سلمان الجبوري" بمراجعة الهوامش وإعادتها في محلها، وبمقابلة النصوص مع أصولها-أي مع المصادر التي اقتبس منها المؤلف تلك النصوص-مشيراً إلى مواضعها، كما واعتنى بتحريك بعض المقطوعات الشعرية، ذاكراً وزنها الشعري.