صاحب هذا المستدرك هو الشيخ الميرزا حسين بن الميزرا محمد تقي علي محمد بن تقي الدين الطبرسي (1292هـ-1389هـ). إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعاظم علماء الشيعة وكبار رجال الإسلام في العصر الحديث. كان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح، فقد امتاز بعبقرية فذة، نذر نفسه لخدمة العلم ولم يكن يهمه غير البحث والتنقيب والفحص والتتبع، وجمع شتات الأخبار وشذرات الحديث، ونظم متفرقات الآثار وتأليف شوارد السير. له مصنفات عديدة منها مستدركه هذا "مستدرك الوسائل" الذي فيه استدرك المحدث النوري، ما فات عن كتاب "وسائل الشيعة" للشيخ العاملي محمد بن الحسن المشفري، الذي يحتوي على مزايا عديدة منها تبويبه الجيد وفهرسته الممتازة. وقد قال عنه العلامة الطباطبائي "إن كتاب الوسائل المشتمل على أحد شكري العلم، الفروع الفقهية، هو الجامع اللطيف والمؤلف المنيف الذي عليه دارت أبحاث الفقه، وعليه أكبّ فقهاء الشيعة منذ ثلاثة قرون اتفقوا فيها على تناوله وتداوله وأجمعوا على النقل عنه والاستناد إليه".

ونظراً لأهميته فقد استدرك المحدث النوري، ما فات عن الوسائل من المصادر التي نقل عنها والتي لم ينقل عنها من الكتب المعتمدة لديه ونظراً لأهميته كمصدر فقهي وككتاب متداول في الحوزة العلمية تمّ الاعتناء به فجاء محققاً حيث تم استخراج الأحاديث التي نقلها المحدّث النوري من الكتب الأصول المعتمدة هذه، مع ضبط النص وذكر موارد الاختلاف الموجود بين النسختين، الأصل المنقول عنه والمستدرك الذي هو بخط المحدث النوري.